قالة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الأحد، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان بأن واشنطن تعمل على تسليم فتح الله غولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه أنقرة بتدبير انقلاب فاشل في 2016.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر في الدوحة "في الأرجنتين.. قال ترامب لأردوغان إنهم يعملون على تسليم غولن وآخرين" في إشارة لقمة مجموعة العشرين التي عقدت بالأرجنتين من 30 نوفمبر/تشرين الثاني إلى الأول من ديسمبر/كانون الأول.
وتسعى تركيا، منذ وقت طويل، لتسليم غولن، الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ نحو عقدين. وكان غولن حليفاً لأردوغان، لكن السلطات التركية اتهمته بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل، الذي سيطر خلاله جنود مارقون على دبابات وطائرات هليكوبتر وهاجموا البرلمان، وأطلقوا النار على مدنيين عزل.
وينفي غولن تورطه في هذه المحاولة. وقال ترامب الشهر الماضي (نوفمبر/تشرين الأول 2018)، إنه لا يدرس تسليم غولن في سياق جهود لتخفيف ضغوط تركيا على السعودية، فيما يتعلق بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول.
وقال أردوغان الأسبوع الماضي، إن بلاده ستطلق مبادرات جديدة في الخارج، لاستهداف تمويل أنصار غولن.
وقال تشاووش أوغلو: "رأيت في الآونة الأخيرة تحقيقاً موثوقاً لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) عن تهرب منظمة غولن من الضرائب".
الخارجية الأميركية تدرس طلبات تركيا
كانت وزارة الخارجية الأميركية، أعلنت الخميس، 15 نوفمبر/تشرين الثاني أن الولايات المتحدة تدرس طلبات تركيا لتسليم الداعية فتح الله غولن، لكنّ المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت قالت "تلقينا طلبات عدة من الحكومة التركية تتعلق بالسيد غولن". وأضافت: "نواصل تحليل العناصر التي تقدّمت بها الحكومة التركية من أجل دعم طلبها بتسليمه" إليها.
غير أنّ ناورت شددت على أنه "لا توجد علاقة" بين قضية تسليم غولن والضغط التركي على السعودية بشأن مقتل خاشقجي في سفارة المملكة في إسطنبول.
وقالت إن البيت الأبيض "لم يشارك في أي محادثات تتعلق بتسليم فتح الله غولن".
لكن محطة (إن.بي.سي) ذكرت الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن إدارة ترامب تدرس عدة سُبل لإخراج غولن من أراضيها، وإقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتخفيف الضغط على السعودية في قضية مقتل خاشقجي. وقال البيت الأبيض إن هذا التقرير "غير دقيق".
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن البيت الأبيض يبحث عن طريقة لاحتواء غضب أردوغان في قضية خاشقجي، للحفاظ على علاقة ترامب بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأوضحت أن الإدارة الأميركية تنظر إلى هذه العلاقة باعتبارها مفتاح تحقيق أهداف ترامب في مواجهة إيران، والتوصل إلى اتفاق "سلام" فلسطيني – إسرائيلي.
وقال مسؤولون أميركيون وأشخاص أُطلعوا على مضمون المناقشات للشبكة الأميركية إنَّ أحد الخيارات التي ناقشها المسؤولون الأتراك مع مسؤولي إدارة ترامب مؤخراً كان إجبار غولن على الرحيل إلى جنوب إفريقيا بدلاً من إرساله مباشرة إلى تركيا إذا كان تسليمه غير ممكن. لكن قالوا إنَّ الولايات المتحدة ليس لديها أي مبرر قانوني لإرسال غولن إلى جنوب إفريقيا، لذا فلن يكون ذلك خياراً قابلاً للتطبيق إلا إذا ذهب بكامل إرادته.
ومارست تركيا ضغوطاً كبيرة على السعودية عقب مقتل جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/تشرين الأول، بنشر عده تسريبات عن تفاصيل مروِّعة لمقتل خاشقجي رغم نفي السعودية أي علم لها بذلك.
وأعلنت السعودية فيما بعد أن العملية نفذها "عناصر خارج إطار صلاحياتهم" وطلبت الإعدام لخمسة موقوفين. لكن النائب العام أبعد الشبهات تماماً عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار إلى أن الأمر بقتل خاشقجي صدر من "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية دون أن يشير بأصابع الاتهام مباشرة إلى ولي العهد.