فتحت النيابة العامة المصرية تحقيقاً في قيام مصور دنماركي بنشر شريط فيديو يظهره مع صديقته وهما يتسلقان الهرم الأكبر بالجيزة ليلاً، ويلتقطان صوراً وهما عاريان على قمته، حسب ما أكد الثلاثاء 11 ديسمبر/كانون الأول 2018، مسؤول بوزارة الآثار.
وقال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "النيابة العامة تحقق في واقعة المصور الدنماركي وصحة ما نشره من صور وفيديو حول تسلقه الهرم".
وتابع: "ننتظر النتائج من النائب العام، وإذا ثبتت إدانته سيُلاحَق قضائياً، فقد ارتكب جُرماً عظيماً… إنه الهرم".
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول، نشر مصور دنماركي يُدعى أندرياس هيفيد شريط فيديو على موقع يوتيوب، بعنوان "تسلق الهرم الأكبر بالجيزة"، حصد أكثر من اثنين ونصف المليون مشاهدة حتى الآن.
النيابة المصرية تبحث.. كيف تسلق الهرم؟
وقال وزير الآثار المصري، خالد عناني، أمام البرلمان الأحد، حسب موقع صحيفة الأهرام الحكومية "الفيلم الذي شاهده المصريون تضمن واقعتين، الأولى تسلق الهرم، والثانية صورة مخلة بالآداب، وأنا لست متخصصاً حتى أقول إذا كانت الصورة الإباحية صحيحة أم لا، هذا عمل جهات التحقيق".
وتابع "النيابة العامة أيضاً ستقول كيف تسلق هؤلاء وستُقرر أقصى عقاب ضد أي مقصر".
وقال عناني "ما حدث أحزننا في وزارة الآثار، وأحزن كل المواطنين".
وعلى الموقع الإلكتروني الذي يحمل اسمه يعرض المصور الدنماركي أعماله التي يقول إنها تنتمي إلى "فن العري".
وكتب هيفيد في وصفِه للفيديو "في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، تسلقنا أنا وصديقتي الهرم الأكبر في الجيزة (خوفو)، وخشية ضبطنا من الحراس لم أقم بتصوير ساعات عديدة من التسلل حول المنطقة التي قادتنا إلى التسلق".
وفي مقابلة مع الصحيفة الدنماركية "إكسترا بلاديت"، المنشور الجمعة، قال المصور البالغ من العمر 23 عاماً، إنه "حلم بتسلق الهرم الأكبر طوال سنوات عدة"، مشيراً إلى أن الأمر استغرق نحو 25 دقيقة لوصوله إلى القمة.
وأضاف أن فكرة التقاط صور عارية "كانت موجودة منذ وقت طويل".
ليست المرة الأولى التي حاول فيها تسلق الهرم
وأوضح هيفيد أن هذه ليست المرة الأولى التي حاول فيها تسلق الهرم، وأنه حاول ذلك سابقاً مع صديق نرويجي، وتم اصطحابهما إلى قسم الشرطة المجاور، إلا أنهما تم إطلاق سراحهما.
وأثار شريط الفيديو غضب المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي، وكتب مستخدم على موقع تويتر "حضارة سبعة الآف سنة تحولت إلى غطاء سرير".
وكتب مستخدم آخر، بعد أن وضع صورة قديمة لأحد الأشخاص يصلي على قمة الهرم الأكبر "حين كنّا على القمة"، وفي المقابل وضع صورة هيفيد وصديقته عاريين، وعلّق "وسقطنا جميعاً في الهاوية".
وقال مستخدم ثالث في تغريدة "يريدون تحطيم عزة المصريين واعتزازهم بأنفسهم، لأن الهرم يعكس شموخ وعظمة الشعب المصري".
وكان هيفيد قد أبدى حزنه، خلال المقابلة، من غضب الناس بشأن الفيديو، إلا أنه قال: "لكنني استقبلت أيضاً تعليقات إيجابية من مصريين عديدين، وهذا جدير بالذكر".
ونفى المصور الشاب ممارسته الجنس مع الفتاة التي كانت بصحبته فوق قمة الهرم، وقال إن ما حدث كان "وضعية تصوير".
وبسؤاله عما إذا كان ينوي السفر إلى مصر مجدداً قال هيفيد: "لا أعتقد أنني سأعود، لأنه من المرجح أن أحاكم إذا عدت إلى هناك".
وتمنع السلطات المصرية تسلق الأهرامات. وفي العام 2016 قررت منع سائح ألماني من دخول البلاد مدى الحياة، بعدما تسلق الهرم الأكبر، والتقط صوراً وفيديوهات من أعلى قمته، رغم علمه بأن هذا ممنوع وفق القانون المصري.