انتشر على مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية فيديو لمجموعة ملثمين يتوعدون فيه الرئيس اللبناني المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري بالقتل.
وفي الفيديو الذي تصل مدّته إلى ثلاثين ثانية، يظهر 10 أشخاص يطلقون على أنفسهم اسم كتيبة "سلمان الفارسي- الوحدة الخاصة"، يتوعدون الحريري والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان بأنهما سيلقيان مصير الرئيس السوري السابق أديب الشيشكلي.
وكان الشيشكلي قد اغتيل على يد شاب درزي سوري اسمه نواف غزالة في البرازيل عام 1964 انتقاماً لما يُعرف بأحداث جبل العرب علم 1954.
ملثّمون يهددون سعد الحريري بالقتل
وقال أحد الملثمين في الفيديو، إنهم عندما يأمرهم "القائد وهاب (في إشارة إلى الوزير السابق وئام وهاب) سيأتون إلى لبنان" دون أن يوضحوا مكان تواجدهم الآن.
وقال المتحدث حرفياً "نحن قادمون الى لبنان، لا تهمنا الأسوار والحدود والقضبان، سنلاحقكم في جحوركم…، نقول الموت لإسرائيل وأتباعها".
وفي ختام الفيديو، وجّهوا التحية إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ووئام وهاب.
إلا أن مصادر من حزب التوحيد الذي يرأسه وهاب، نفت علاقتها بمجموعة الفيديو الذي ظهر الأحد 9 ديسمبر/كانون الأول 2018، مشيرة إلى أنهم "شباب متحمس".
فيما باشرت المصادر الأمنية التحقيق في الفيديو لدراسة تفاصيله ومعرفة مصدره وهوية الأشخاص الذين ظهروا فيه.
ما هي كتيبة "سلمان الفارسي"؟
سلمان الفارسي (المتوفي عام 33 هـ) هو صحابي، وأحد رواة الحديث النبوي، وهو أول الفرس إسلامًا.
أصله من بلاد فارس، وشهد مع النبي محمد غزوة الخندق، وهو الذي أشار عليه بحفر الخندق لحماية المدينة من قريش وحلفائها، ثم شهد معه باقي المشاهد.
وبعد وفاة النبي محمد، شهد سلمان الفتح الإسلامي لفارس، وتولى إمارة المدائن في خلافة عمر بن الخطاب إلى أن توفي في خلافة عثمان بن عفان.
ويملك سلمان الفارسي مكانة خاصة عند طائفة الموحدين الدروز.
وئام وهاب يسيء للحريري وعائلته
يُذكر أن هذا الفيديو الذي أثار حالة من الجدل بين رواد الشبكات الاجتماعية في لبنان الأحد، يأتي بعد مشاحنات بين وهاب والحريري في الفترة الماضية.
وكان مقطع فيديو للوزير السابق وهاب سُرّب وهو يوجه كلاماً مسيئاً وقاسياً للحريري ما تسبب بضجة وتوتر أمني رغم تقديمه بيان اعتذار.
وظهر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب في الفيديو المسرّب وهو يشتم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خلال جلسة خاصة بكلمات جارحة، كما تعرَّض أيضاً لوالده وزوجته مع أنهما لم يذكرهما بالاسم.
سُرّب مقطع فيديو لسياسي لبناني وهو يوجه كلاماً مسيئاً وقاسياً لرئيس الوزراء سعد الحريري ليثير ضجة وتوتراً أمنياً رغم تقديمه بيان اعتذار.
وظهر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في الفيديو المسرّب وهو يشتم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خلال جلسة خاصة بكلمات جارحة، كما تعرَّض أيضاً لوالده وزوجته مع أنهما لم يذكرهما بالاسم.
واعتذر مكتب وئام وهاب عقب انتشار الفيديو وقال في تغريدة على تويتر إن ما قاله "جاء رداً على الشتائم التي أطلقت واليافطات التي علقها أنصار الحريري، وتضمن الفيديو إساءات شخصية لا يسعنا إلا الاعتذار عنها لأنها أتت في لحظة غضب ورداً على شتائم قاسية".
صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ما يلي: إنتشر ڤيديو مسرب عن كلام صدر خلال اليومين الماضيين رداً على الشتائم التي اطلقت واليافطات التي علقها أنصار المستقبل وتضمن الڤيديو إساءات شخصية لا يسعنا إلا الإعتذار عنها لأنها أتت في لحظة غضب ورداً على شتائم قاسية.
— Wiam Wahhab (@wiamwahhab) November 28, 2018
لا تتوقعوا ان يتعرض وئام وهاب لأي عقاب على ما فعله اليوم ضد الدولة اللبنانية.وهاب ليس أحمد الاسير، بالرغم من ان ما فعلته جماعة وهاب اليوم أخطر مما فعله الاسير.لا تنسوا ان وراء وهاب حزب الله وايران الحاكم الفعلي للبنان،بينما الاسير ينتمي الى جماعة مغلوبة على امرها اسمها سنة لبنان
— فيصل القاسم (@kasimf) December 1, 2018
بعد الفيديو.. تدخل أمني في الجبل
وشهدت بلدة الجاهلية في محافظة جبل لبنان حيث يقطن وهاب توترات ليل السبت 1 ديسمبر/كانون الأول 2018، بينما كانت قوات الأمن تحاول توقيف الوزير السابق لعدم استجابته لطلب استدعائه للتحقيق.
وأعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن وهاب فرَّ من المنزل إلى مكان مجهول داخل البلدة وذلك قبل وصول قوة من رجال الأمن، وقام بإقفال هواتفه، ولم يستطع أقرب المقربين منه التواصل معه. وعند التأكد من عدم وجوده في منزله، وبناءً لإشارة النيابة العامة التمييزية غادرت القوة المكان.