قالت وكالة الأنباء الفرنسية، الأحد 9 ديسمبر/كانون الأول، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز استقبل بنفسه رؤساء الوفود الذين وصلوا إلى الرياض لحضور القمة الخليجية، وهم نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت، مستثنياً من ذلك دولة قطر.
حيث كان في استقبال الوزير القطري، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني، بحسب السلطات القطرية. وذلك بعد أن غاب أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، عن حضور القمة.
وقالت (أ ف ب) إن القنوات السعودية بثت مشاهد وصول الوفود الخليجية بشكل مباشر على الهواء باستثناء الوفد القطري.
الكويت: يجب وقف الحملات الإعلامية التي زرعت الفتنة بيننا
بدوره، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح خلال كلمته في القمة، "ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي زرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا ليكون ذلك مقدمة لتهيئة الأجواء لحل الخلاف بيننا".
كما طالب فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان بأن تتحوّل الدعوات لحماية المجلس "إلى واقع"، مضيفاً "ندعو أن يحمي ربنا هذا المجلس وأن يوفّقه بكل خير".
البحرين هاجمت الدوحة قبيل القمة
وكان وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة قد قال قبيل القمة، إن "قطر حرقت جميع سفن العودة، ولم يعد لديها أي سفينة من جهتها يمكن أن تعيدها إلى المجلس".
وأضاف آل خليفة في حديث مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية إن "الخلاف مع قطر لن يحل بـ(حب الخشوم)، فلا بد من اتفاق جديد ونظام جديد، ووضع الدوحة تحت المجهر".
وإلى جانب قطر والإمارات والسعودية والبحرين، يضم مجلس التعاون الخليجي الكويت وسلطنة عمان اللتين لا تزالان تقيمان علاقات قوية مع الدوحة.
إلى ذلك، تسعى الدوحة أيضاً إلى تعزيز علاقاتها بشكل أكبر مع طهران في ظل استمرار خلافها مع جاراتها والإجراءات العقابية التي اتّخذتها الدول الأربع بحقها، والمتمثلة خصوصاً في مقاطعتها اقتصادياً والعمل على محاصرتها تجارياً.
العاهل السعودي يهاجم إيران والنظام السوري
وخلال كلمته الافتتاحية، قال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إن "إيران لا تزال تمارس تدخلات في شؤون الدول المجاورة"، مشدداً في الوقت نفسه على حرص بلاده على "صيانة كيان مجلس التعاون الخليجي".
وفي الشأن السوري، دعا الملك سلمان الى "حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها".
وكرر الملك اتهام إيران، التي تدعم النظام السوري برئاسة بشار الاسد، وكذلك المتمردين في اليمن، باتباع "سياسة عدائية"، معتبرا ان هذا الامر "يتطلب منا جميعنا الحفاظ على مكتسبات دولنا والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".
وأضاف الملك سلمان: "واثق أننا جميعاً حريصون على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في المستقبل"، مشيراً: "قام مجلس التعاون لدول الخليج من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس"
"خليجنا واحد وهدفنا واحد"؟
إلى ذلك، تنعقد القمة بقصر الدرعية بالرياض، لمدة يوم واحد، وسط غياب 3 زعماء هم أمير قطر وسلطان عمان، ورئيس الإمارات، وحضور لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وعشية افتتاح الاجتماع، وضِعت أعلام الدول الست، وبينها قطر، في شوارع العاصمة السعودية الرياض، إلى جانب لافتات ترحيبية كتب عليها: "خليجنا واحد وهدفنا واحد"، في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن الأزمة الخليجية قد أضعفت المجلس بشكل كبير، وأنه لم يعد كالسابق.
وتأتي القمة بينما تتعرض السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان لضغوط دولية، بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأقرّت الرياض، بعد نفي طويل، بأنّ خاشقجي قتل داخل قنصليتها في إسطنبول. ولكنها سعت إلى إبعاد الشبهات عن الأمير محمد بن سلمان.