قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن مظاهرات "السترات الصفراء"، "كشفت فشل أوروبا في امتحان الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات".
وأضاف أردوغان في كلمة افتتاح مشاريع بإسطنبول السبت 7 ديسمبر/كانون الأول: "نتابع بقلق ما تشهده شوارع أوروبا"، بحسب ما نقلت وكالة الأناضول.
وتساءل أردوغان بالقول: "هل تشاهدون ما يحدث في أوروبا؟ هؤلاء هم الذين التزموا الصمت حيال ما تعرضنا له في محاولة 15 تموز الانقلابية".
وأردف: "ترون الآن وضع من التزموا الصمت حيال الذين حاولوا تلطيخ شوارعنا بالدم و إحراقها بالنار. شوارع العديد من الدول الأوروبية وعلى رأسها باريس ملتهبة الآن".
وتابع الرئيس التركي: "انظروا ماذا تفعل شرطة هؤلاء الذين كانوا يهزأون بشرطتنا ويتهمونها بالقمع.. شرطتنا عادلة".
أردوغان يرفض مشاهد الفوضى
لكن، وفي الوقت نفسه، أعرب أردوغان عن معارضته مشاهد الفوضى التي تسبب بها متظاهرون في شوارع أوروبا، والقوة المفرطة كذلك تجاههم على حد سواء.
لافتاً إلى أن "الذين أثاروا معاداة اللاجئين والإسلام من أجل الشعبوية السياسية وقعوا في الحفرة التي حفروها"، على حد تعبيره.
وختم أردوغان تعليقه بالقول: "جدران الأمن والرفاهية التي تغنوا بها بدأت تتزعزع على يد مواطنيهم بالذات وليس من قبل اللاجئين والمسلمين".
في السياق، دعت تركيا قبل أيام مواطنيها في فرنسا والراغبين في السفر إليها إلى الابتعاد عن مناطق الاحتجاجات التي تشهدها المدن الفرنسية، لا سيما العاصمة باريس.
وأكدت وزارة الخارجية التركية في بيان نشرته على موقعها الرسمي على الإنترنت 3 ديسمبر/كانون الأول، بأنه على الأتراك المقيمين في فرنسا عدم التواجد في الأماكن التي تعرض سلامتهم للخطر بسبب الاحتجاجات التي تشهدها الشوارع الفرنسية منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني.
انتقادات أردوغان جاءت بالرغم من الرسائل الإيجابية مع أوروبا مؤخراً
وتأتي تصريحات الرئيس التركي في وقت تشهد فيه العلاقات التركية الأوروبية تحسناً ملموساً مؤخراً، فقد تحدث الإعلام الرسمي التركي عن "ملفات مثمرة" في العلاقات التركية الأوروبية قبل نحو أسبوعين خلال اجتماعات تركية أوروبية ناقشت تطوير العلاقات بين الطرفين.
وبحسب الأناضول، قال مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي إنه من المنتظر عقد اجتماعات بين تركيا والاتحاد خلال الفترة القادمة في مجالات الاقتصاد والطاقة والمواصلات، وإن التخطيط جارٍ لعقد قمة بين الجانبين.
كما أشار المسؤول الأوروبي إلى أن هناك تحضيرات لعقد قمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، خلال الرئاسة الدورية القادمة لرومانيا التي تبدأ مطلع يناير/كانون الثاني القادم، بحضور رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي والرئيس الدوري.
وقد عاشت العلاقات التركية – الأوروبية توتراً خلال عام 2017، على خلفية الاعتقالات التي شنتها الحكومة التركية ضد أشخاص قالت إنهم متورطون في محاولة الانقلاب الفاشل؛ الأمر الذي أغضب عدة دول أوروبية على رأسها ألمانيا وفرنسا، مما دفعهما إلى انتقاد الحكم في تركيا، ووصفه بأنه "ديكتاتوري".