نقلت وكالة الأنباء الكويتية، أمس الأحد 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، عن خالد الجار الله نائب وزير الخارجية الكويتي، قوله إن اجتماع قمة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي يعقد في الرياض الشهر المقبل، قد يكون فرصة لإنهاء الأزمة الخليجية.
وكانت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قد فرضت عقوبات اقتصادية ودبلوماسية وتجارية على قطر، العضو في مجلس التعاون الخليجي في خلاف بدأ في يونيو/حزيران 2017.
وأرسلت السعودية والإمارات والبحرين وزراء ونواباً لرؤساء الوزراء إلى قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت العام الماضي في الكويت. وأعرب الجار الله عن تفاؤله "بأن يكون مستوى التمثيل في القمة عالياً".
ونقلت الوكالة عن الجار الله قوله إن هذه القمة "تمثل بارقة أمل في إعادة إحياء الجهود الهادفة لاحتواء الخلاف الخليجي الذي طال أمده".
ونقلت صحيفة الراي الكويتية عن مصادر دبلوماسية خليجية ترجيحها أن تعقد قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض "بحضور جميع قادة دول المجلس أو من يمثلهم"، من دون تحديد مستوى التمثيل "الخاضع كما في كل مرة لمشاورات اللحظات الأخيرة".
وأشارت المصادر أيضاً إلى وجود مساعٍ من أجل الوصول إلى نقاط مشتركة يمكن البناء عليها لإنهاء الأزمة الخليجية.
كما لم تستبعد المصادر إمكانية حصول اجتماعات ولقاءات تمهيدية قبل القمة "حتى ولو من دون إعلان"، تجمع بين مسؤولين رفيعي المستوى من مختلف دول الخليج "لوضع مسودة اتفاق للمرحلة المقبلة على قاعدة المصارحة والمكاشفة".
هل تدفع قضية خاشقجي الرياض للتصالح مع قطر؟
وتأتي هذه القمة في وقت تعاني في السعودية من ضغوط دولية بعد تورط فريق سعودي بقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول بطريقة بشعة.
وكان محمد بن سلمان قد تطرق في خطاب له خلال مؤتمر دافوس الصحراء نهاية الشهر الماضي إلى الدوحة وأثنى على اقتصاد قطر، في إشارة إلى أنَّ موقف السعودية الصارم تجاه قطر ربما يلين.
وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي إنَّ ذلك التصريح كان هدفه توجيه "رسالة قوية بشأن وحدة المنطقة".
وتعد تصريحات ولي العهد السعودي بشأن قطر هي الأولى، منذ إعلان المملكة إلى جانب الإمارات والبحرين ومصر، مقاطعة الدوحة وحصارها منذ يونيو/حزيران 2017.
ويرى خبراء أن الغضب العالمي وتداعيات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول قد يعود بالفائدة على قطر في مواجهتها السياسية مع الرياض التي قد تجد نفسها مضطرة إلى تخفيف العقوبات المفروضة على الدوحة منذ اندلاع الأزمة بينهما في يونيو/حزيران 2017.
ويقول محللون إن مقتل خاشقجي الذي كان ناقداً لسياسات السعودية، ومن بينها مقاطعة قطر، قد يقنع المشككين بأن الشكاوى القطرية مما تصفه بـ "العدوان" السعودي مبررة.