قالت صحيفة Middle East Eye البريطانية، السبت 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن تركيا تمتلك تسجيلات لمكالمات هاتفية من القنصلية السعودية وإليها، حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، سوف تكشفها الواحدة تلو الأخرى خلال الأيام القادمة.
وأكد ديفيد هيرست الكاتب في الصحيفة، إن لدى تركيا سجلاً كاملاً بالاتصالات التي جرت من داخل القنصلية السعودية ومن خارجها خلال الأسبوع الذي ارتُكبت فيه جريمة قتل جمال خاشقجي، بحسب ما صرح به مصدر تركي رفيع المستوى للصحيفة البريطانية.
التسريب قطرة قطرة
تلك التسجيلات منحت تركيا صورة مفصلة عن العناصر والفرق التي شاركت في المهمة التي صدر الأمر بها من داخل المملكة العربية السعودية، بحسب ما علمت به صحيفة ميدل إيست آي.
وقال المصدر: "إن محتويات هذه الاتصالات ستزيد الضغط على القيادة السعودية، التي سعت لعزل نفسها عن الفضيحة".
وبحسب ما صرح به المصدر، فإن تركيا تنوي "تسريب المعلومات إلى وسائل الإعلام قطرة قطرة، كما كان ديدنها في ذلك منذ أن تعرَّض خاشقجي لعملية القتل الوحشية على يد فريق من 15 سعودياً في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2018".
تفاصيل التسجيلات التي تمتلكها تركيا
أما عن محتويات هذه التسجلات، فلم تكن فقط ما قدمه الأتراك لمسؤولين سعوديين وأميركيين وأوروبيين، بل أكد المصدر أن مدتها تصل لساعات وربما لأيام.
حيث تبدأ المحادثات الهاتفية ذات العلاقة بمقتل خاشقجي، والتي اعترضتها المخابرات التركية، منذ أن حضر الكاتب في صحيفة "الواشنطن بوست" إلى قنصلية بلاده لأول مرة في الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول 2018؛ سعياً للحصول على أوراق طُلبت منه لإتمام عقد زواجه، أي قبل 5 أيام من قتله.
بدأ الإعداد لخطة قتل خاشقجي، الذي طُلب منه أن يعود إلى القنصلية بعد 4 أيام، منذ لحظة مغادرته مبنى القنصلية، كما يقول المصدر.
وصرح المصدر لصحيفة "ميدل إيست آي" بالقول: "نعلم ما الذي جرى داخل القنصلية منذ اليوم الذي خطا فيه جمال إلى داخلها يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول، وإلى 3 أيام بعد ارتكاب الجريمة في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018..
نعلم متى وصلت الفرق، وماذا ناقشوا مع القنصل العام، وكيف جهزوا أنفسهم، وكيف وزعوا أنفسهم على مجموعات، وما هي المهمة التي كُلفّوا إياها".
ويبين المصدر أن المحادثات المفصلية كانت تلك التي جرت بين القنصل العام محمد العتيبة والملحق الأمني السعودي أحمد عبد الله المزيني.
ويُذكر أن المزيني ظل طيلة الفترة الماضية بعيداً عن الأضواء، ولا يُعرف ما إذا كان واحداً من ضمن ما لا يقل عن 21 متهماً، تم توقيفهم داخل المملكة العربية السعودية.
إلا أن صحيفة "صباح" التركية، المقربة من الحكومة، وصفت المزيني بأنه العقل المدبر للخطة.
أمر يحير الجانب التركي في موضوع التسجيلات
إلا أن ما يحير المصدر التركي هو معرفة المخابرات الأميركية بالمحادثة الهاتفية التي تمت بين "المطرب" والرياض، ويُسمَع فيها رئيس فرقة الموت -فيما يبدو- وهو يقول: "أخبِر سيدك"، وذلك بعد موت خاشقجي.
وكانت هذه الجملة، التي رافقتها عبارة "لقد تمت المهمة"، قد نُقلت إلى صحيفة "نيويورك تايمز" من قِبل مسؤولين في المخابرات الأميركية.
وقال مصدر "ميدل إيست آي"، الذي لديه اطلاع على المعلومات المتوافرة لدى تركيا عن قضية خاشقجي، إن المخابرات الأميركية، بما لديها من خبرات وتقنيات تجسس، بإمكانها الكشف عن المزيد من محتويات التسجيل الصوتي، الذي بات متوافراً لدى البلدين.
عندما زارت مديرة المخابرات الأميركية الـ "سي آي إيه"، تركيا يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، لإجراء مشاورات حول قضية خاشقجي، يبدو أنها وصلت وبرفقتها فريق من 35 شخصاً.
وكان من بين هؤلاء خبراء في فك رموز التسجيلات، ولغويون، وأشخاص لديهم معرفة باللهجة السعودية، وفنيون بإمكانهم تحسين جودة الصوت، بحسب ما أفاد به المصدر.
فوجئ ضباط المخابرات الأتراك حينما كشف نظراؤهم الأميركيون عن محادثة "أخبِر سيدك"، لأنهم -فيما يبدو- فاتهم الانتباه إليها.
لكنهم، وكما يقول المصدر، أخبروا الأميركيين بأنهم متأكدون تماماً أن "المطرب" كان يتحدث مع القحطاني.
ويقول المصدر إن الأتراك سيستمعون إلى التسجيلات من جديد، حتى يروا ماذا يمكن أن يكون قد فاتهم فيها غير ذلك.