قالت مصادر في مكتب المدعي العام التركي، لقناة الجزيرة، الخميس 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن النيابة العامة أوقفت عملية البحث عن جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بعد أكثر من شهر على قتله بقنصلية بلاده في إسطنبول.
وقالت تلك المصادر إن كل نقاط المراقبة والبحث عن جثة خاشقجي، التي وضعتها السلطات التركية، أصبحت لا قيمة لها، بعد وصول المحققين الأتراك إلى قناعة تامة بأن الجثة تم التخلص منها بإذابتها بالكامل في أحماض كيميائية بمنزل القنصل.
وأفادت المصادر ذاتها بأن الكيميائي أحمد الجنوبي وخبير السموم خالد الزهراني كانا ضمن فريق التحقيق السعودي المشترك الذي تشكل الشهر الماضي (أكتوبر/تشرين الأول 2018) مع فريق تحقيق تركي، للبحث في مصير خاشقجي، وأنهما طمسا الأدلة على مدى 7 أيام.
وكان مصدر بالادعاء العام التركي قد كشف في وقت سابق من الخميس 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أن التحقيقات تفيد بأن جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي تمت إذابتها بالكامل في أحماض كيميائية، في حين أكد مسؤول تركي أن بلاده لن تسمح بالتستر على الجريمة.
وكان النائب العام التركي قد أكد، في أول تصريح رسمي له، قبل أسبوع، أن الفريق الذي قام باغتيال خاشقجي تخلص من جثته بعد العملية مباشرة، دون أن يكشف أي تفاصيل أخرى عن طريقة تعاملهم معها.
وقالت المصادر التركية إن "القتلة تعاملوا مع جثة خاشقجي وأذابوها بالأحماض داخل إحدى غرف منزل القنصل السعودي".
وأضافت أنه تم العثور على عينات من مادة الأسيد ومواد كيميائية أخرى في البئر الموجودة ببيت القنصل السعودي، وأماكن أخرى مثل مياه الصرف الصحي في المنطقة.
وكان النائب العام التركي قد أكد، قبل أسبوع، أن خاشقجي قُتل خنقاً ثم قُطعت أوصاله.
وكانت صحيفة SABAH التركية قالت قبل أسبوع، إن من قاموا بالإشراف على تقطيع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي ونقلها من القنصلية السعودية في إسطنبول كانوا 3 من الفريق السعودي الذي جاء إلى تركيا لتنفيذ عملية الاغتيال.
وأفادت بأن هؤلاء الثلاثة أشخاص هم: ماهر المطرب، وصلاح الطبيقي، وذعار الحربي.
وقال تقرير نشرته الصحيفة التركية، إن الأشخاص الثلاثة قاموا بتقطيع الجثة ووضعها في 5 حقائب، ثم نقلوها بإحدى سيارات القنصلية إلى منزل القنصل السعودي، ليتم إخفاؤها، في حين تبين بعد ذلك أن التخلص منها كان بواسطة أحماض كيميائية، بحسب رواية المسؤول التركي لـ "الجزيرة".