قال جيش النظام السوري، الخميس 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إنه حرر الرهائن الدروز الذين اختطفهم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في يوليو/تموز 2018، بمحافظة السويداء في جنوب سوريا، فيما صرح ناشط درزي أن الأمر تم بصفقة ترعها روسيا.
وقال التلفزيون الرسمي، إنه "بعملية بطولية ودقيقة، قامت مجموعة من أبطال الجيش العربي السوري في منطقة حميمة شمال شرقي تدمر، بالاشتباك المباشر مع مجموعة من تنظيم داعش الإرهابي (…)، وبعد معركة طاحنة استطاع أبطالنا تحرير المختطَفين"، مشيراً إلى أن عددهم 19.
وأفاد الإعلام الرسمي بأنه تم قتل الخاطفين.
وبث التلفزيون الرسمي صوراً للمختطَفين المحرَّرين وهم في منطقة صحراوية، وحولهم وقف عناصر من الجيش السوري.
وشنَّ التنظيم الجهادي، في 25 يوليو/تموز 2018، سلسلة هجمات متزامنة على مدينة السويداء وريفها الشرقي، أسفرت عن مقتل أكثر من 260 شخصاً، في اعتداء هو الأكثر دمويةً الذي يستهدف الأقلية الدرزية منذ بداية النزاع في سوريا. وخطف التنظيم وقتها نحو 30 مواطناً درزياً من نساء وأطفال.
ومنذ خطفه الرهائن، أعدم التنظيم، في 5 أغسطس/آب 2018، شاباً جامعياً (19 عاماً) بقطع رأسه، ثم أعلن بعد أيام، وفاة سيدة مسنّة (65 عاماً)، من بين الرهائن، جراء مشاكل صحية. ثم أعلن في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018، إعدام شابة في الـ25 من العمر.
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أفرج التنظيم عن 6 من الرهائن بموجب اتفاق، بعدما كانت روسيا تولت بالتنسيق مع النظام السوري التفاوض مع التنظيم.
وأوضح مدير شبكة "السويداء 24″، نور رضوان، أن "العدد الموثق لدينا هو 20 كانوا لا يزالون في يد التنظيم"، موضحاً: "كان التنظيم أبلغ عائلة إحدى المختطَفات سابقاً أنه تم إعدامها، لكن من دون أن يرسل أي دليل، لذلك نحن ننتظر وصولهم إلى السويداء، إذا كانوا 19 فهذا يعني أنه فعلاً تم إعدامها".
وبحسب رضوان، فإن تحرير بقية المختطَفين جاء استكمالاً للاتفاق السابق مقابل الإفراج عن معتقلين من تنظيم "الدولة الإسلامية" في سجون النظام السوري.
وأشار إلى أن المختطَفين المحرَّرين في طريقهم إلى السويداء، حيث من المتوقع أن يتوجهوا مباشرة إلى قريتهم الشبكي.
وقال إن "القصر الجمهوري أبلغ الهيئة الروحية الدرزية بتحريرهم".
وتشكل محافظة السويداء، في جنوب سوريا، المعقل الرئيسي لدروز سوريا، الذين يشكلون نحو 3% من إجمالي عدد السكان، ويبلغ تعدادهم نحو 700 ألف نسمة، ويوجدون كذلك بمحافظة القنيطرة المجاورة، وفي جبل حرمون الممتد بين لبنان وسوريا، فضلاً عن مناطق بالضاحية الجنوبية لدمشق، أبرزها جرمانا وصحنايا.
ومُني التنظيم الجهادي، خلال العامين الماضيين، بهزائم متلاحقة في سوريا، ولم يعد يسيطر إلا على جيوب محدودة بأقصى محافظة دير الزور وفي البادية السورية.