أكد الملياردير السعودي، الأمير الوليد بن طلال ، أن الحملة التي نفذتها السعودية لمكافحة الفساد بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان قبل عام من الآن، "كانت مهمة للمملكة لأن كثيراً من المعتقلين خلالها كانوا يستحقون التواجد هناك والمملكة كان فيها الكثير من الفساد".
وخلال استضافته ضمن برنامج "صاندي مورنينغ" الذي تبثه قناة "فوكس نيوز" الأميركية، الأحد 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ذكر "إن اليوم يصادف الذكرى السنوية الأولى لاعتقاله، وإنه يشكر الله على أن الكثير من تلك الأسماء خضعت لعملية تنظيف كبيرة خلال الحملة".
علاقتي ممتازة مع ولي العهد وقد "كان محقاً"!
وأضاف الملياردير السعودي الذي غادر ريتز كارلتون شهر يناير/كانون الثاني 2018: "بالنسبة لي، قلت بأن هناك سوء فهم، والآن أنا في الخارج، ولا توجد أية مشاكل، وقلت إن ما حدث تم نسيانه وغفرانه، وكل هذا أصبح خلفنا، والآن نحن في علاقة ممتازة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وتابع: "بالنسبة لولي العهد الأمير محمد، أؤكد أنه محق، وهو دائماً يحدث التغييرات في المملكة العربية السعودية بطريقة ثورية، اجتماعياً واقتصادياً ومالياً، والمملكة تمر الآن بمرحلة ضخمة من التغيير والتطوير".
خاشقجي "لم يكن صديقي فقط"
وبخصوص جريمة مقتل جمال خاشقجي قال الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، "جمال لم يكن صديقي فقط بل كان يعمل معي، وآخر وظيفة له كانت في قناة العرب معي، وأريد أن أرسل تعازي ومواساتي لعائلته وزوجته السابقة وأطفاله".
وأكد الوليد بن طلال أن "خاشقجي كان إصلاحياً ولم يكن معارضاً أبداً، وما حدث في القنصلية السعودية في إسطنبول كان مرعباً بشكل واضح ودنيئ ومفجع، وأعتقد أن المملكة العربية السعودية ستصل إلى الحقيقة، لكن أعطونا بعض الوقت، حتى انتهاء التحقيقات وإعلانها على العلن من جانب الحكومة السعودية".
وقال الملياردير السعودي إن "الطريقة التي اتبعتها المملكة في التعامل مع المعارضين، والتي لا أتفق معها، كانت قائمة على التواصل معهم والتحدث إليهم ثم محاولة إقناعهم بالعودة للديار، وفي حادثة جمال بعض الأشخاص في المخابرات اتبعوا تلك الطريقة وأرسلوا مجموعة من الأشخاص للتواصل مع خاشقجي ومن المؤكد أن خطأ ما حدث في القنصلية أدى إلى مقتله".
التحقيق الرسمي في مقتل جمال خاشقجي "سيبرئ" محمد بن سلمان
وقال الأمير الوليد بن طلال إن تحقيقاً رسمياً في مقتل الصحافي جمال خاشقجي سيبرئ ساحة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وطلب الوليد من السعودية خلال حديث لمحطة فوكس نيوز الكشف عن نتائج التحقيق بأسرع ما يمكن. وقُتل خاشقجي، وهو كاتب رأي بصحيفة واشنطن بوست ومنتقد للحكومة السعودية وولي العهد، بعد دخول القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول.
وقال الأمير الوليد لفوكس نيوز إن التحقيقات السعودية الرسمية ستكشف عدم وجود أي دور لولي العهد في مقتل خاشقجي.
وأضاف "رجاء دعونا نتيح بعض الوقت للانتهاء من التحقيق".
وقال "أخاطب السعودية من خلال برنامجكم أن تعلن نتائج التحقيق بأسرع ما يمكن وأعتقد أنها ستظهر بنسبة مئة في المئة براءة ساحة ولي العهد السعودي".
بينما نفى الوليد بن طلال أن يكون قد تعرض للتعذيب في "الريتز كارلتون"
وشدد الأمير السعودي على أنه لم يتعرض لأي تعذيب، مؤكداً أن بعض الإعلام تجاوز حدوده وكل ما نشر حول ذلك مجرد كذب وشائعات، "وكنت أشاهد كل برامج التلفاز عندما كنت فيما سمي بالاحتجاز، وتابعت ما قيل من أن مجموعة قامت بتعذيبي وتعليقي بحيث أصبحت قدماي في الأعلى ورأسي في الأسفل، وذهبت إلى سجن عالي الحراسة، وكل ذلك أكاذيب وليس حقيقياً".
وقال آلان بيندر، وهو رجل أعمال كندي له علاقات بالعائلة المالكة السعودية، إنه شهد ضد الأمير الوليد عندما نقل إلى الرياض، وتم ذلك عبر الفيديو، حيث لم تسمح السلطات بلقائهما وجهاً لوجه.
وبعد وصول بيندر للرياض، قال إنه شاهد الوليد عبر الفيديو، وكان في غرفة تشبه زنزانة في سجن، وليس في جناح فندقي. ووصف رجل الأعمال الكندي الحالة التي بدا فيها الوليد بن طلال، وقال إنه ظهر في وضع صعب، ومرهق، وغير حليق، كما كان مألوفاً. وقال بيندر: "بدا وكأنه لم يَنم".
في المقابل أكد رجل أعمال كندي ذلك
وقال رجل الأعمال الكندي إن أحد كبار مستشاري ولي العهد، وهو سعود القحطاني "تفاخر لي بأنهم صَفعوا وعَلقوا بعض المحتجزين رأساً على عقب".
يذكر أن سعود القطحاني تمت إقالته من منصبه إلى جانب مسؤولين كبار آخرين، بعد جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث تشير أصابع الاتهام إلى أن أوامر القتل صدرت من أعلى المستويات في الرياض، في إشارة لولي العهد السعودي.
وأكدت وكالة رويترز قبل أيام، أن القحطاني أشرف سابقاً على احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بالإضافة إلى اعتقال الأمراء السعوديين في فندق ريتز كارلتون.
وكانت نيويورك تايمز قد نقلت عن شهود ضمن المعتقلين، تعرُّض كثير منهم للإكراه والإيذاء الجسدي في الأيام الأولى من حملة القمع، وإدخال 17 منهم إلى المستشفى.
وأكدت الصحيفة وفاة اللواء علي القحطاني في الحجز، وأن جثته بدت عليها علامات سوء المعاملة، وأنه تعرَّض للتعذيب لاستخلاص معلومات عن الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز.
وعلى الرغم من كل هذه التقارير والمعلومات فإن الوليد بن طلال أصرَّ بعد إطلاق سراحه على أنه لم يتعرَّض لسوء المعاملة، وأنه هو والحكومة السعودية توصلا إلى تفاهم سري.
وقال مسؤولون سابقون إن بعض المحتجزين السابقين وُضعوا رهن الإقامة الجبرية في منازلهم، مطالبين بارتداء "أساور متابعة إلكترونية في الكاحل"، أو هم ممنوعون من السفر للخارج.