صرّح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، السبت 27 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بأن المشتبه بهم في قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي ستتم ملاحقتهم في السعودية، وذلك بعد ساعات على طلب تركيا تسليمهم.
وقال الجبير في مؤتمر حول الأمن في المنامة: "بشأن مسألة التسليم، هؤلاء الأفراد مواطنون سعوديون. إنهم موقوفون في السعودية والتحقيق يجري في السعودية وستتم ملاحقتهم في السعودية".
واعتبر الجبير أن الاهتمام العالمي بقضية الصحافي الراحل "أصبحت هستيريا!"، وأن التحقيقات تأخد وقتاً طويلاً.
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن علاقة بلاده بالولايات المتحدة الأميركية "جيدة"، وراسخة في عهد ترمب، مشيراً إلى أن المملكة مرَّت بأوقات صعبة مع إدارة أوباما.
وكانت وزارة العدل التركية، قالت في بيان، أمس الجمعة، إن مكتب المدعي العام في إسطنبول أعد طلباً لتسلُّم المشتبه بهم الـ18 المعتقلين في السعودية والمتهمين بقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وجاء في وكالة الأناضول التركية أن وزارة العدل أرسلت طلباً إلى وزارة الخارجية لتقديمه إلى السعودية من أجل تسليم المشتبهين الـ18 في قضية خاشقجي.
وقال مسؤول تركي لرويترز إن بلاده أعدت طلباً لتسلم المشتبه بهم في قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي لأنها أكثر استعداداً "لتحقيق العدالة" في القضية.
وأضاف المسؤول أن الإجراءات القضائية في تركيا ستكون مفتوحة أمام المراقبين الدوليين لضمان الشفافية. وقالت وزارة العدل التركية إن الـ18 متهمون "بالقتل بنية مسبقة أو بالتعذيب".
وقالت الرياض إن 18 شخصاً اعتُقلوا، وتم إعفاء 5 مسؤولين كبار من مناصبهم، في إطار التحقيق في القضية. ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الحكومة السعودية، الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلى إعادة المشتبه فيهم إلى تركيا لمحاكمتهم.
أردوغان: نمتلك وثائق أخرى
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الجمعة 26 أكتوبر/تشرين الأول 2018، امتلاكه وثائق أخرى عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي لقي حتفه بداية الشهر الجاري، داخل مقر القنصلية السعودية بإسطنبول.
وطالب الرئيس التركي خلال خطاب له في أنقرة بحضور قيادات لحزب العدالة والتنمية المسؤولين السعوديين بالكشف عن جثة خاشقجي ومن أمر بقتله، مبيناً أن التصريحات السعودية عن خروج خاشقجي من القنصلية في الأول كانت مضحكة، وغير منطقية.
وأعلن الرئيس التركي عن امتلاك بلاده معلومات ووثائق أخرى عن مقتل خاشقجي، إلا أنه عاد وقال: و"لكن لا داعي للتعجل.. إن غداً لناظره قريب".
وأضاف: "لقد أطلعنا من يريدون معرفة ما جرى على المعلومات والوثائق التي بحوزتنا، مع إبقاء النسخة الأصلية (من الوثائق) لدينا كما زودنا السعودية بها أيضاً".
وأكد أردوغان أن السعودية لا يمكن أن تنقذ نفسها إذا لم تثبت مكان تواجد الجثة، ولم تكشف عن المتعاون المحلي الذي ادعت تسليمه إياها. مبيناً أن تسليم الجثة إلى متعاون محلي جاء في بيان رسمي للخارجية السعودية، "لذلك عليها أن تخبرنا به"، حسب تعبيره.
وواصل أردوغان أسئلته للجانب السعودي، قائلاً إن مَنْ ارتكب الجريمة معروف، وعلى السعودية أن تقول لنا من أمر بارتكابها، وبأمر من قدم الفريق السعودي "15 شخصاً" إلى تركيا، مؤكداً أن جريمة مقتل خاشقجي مدبرة وليست صدفة، وتجب محاسبة كل من تورَّط فيها، من منفذين ومن أعطى الأوامر.
وأعلنت النيابة العامة السعودية الخميس للمرة الأولى أنها تحقق في معلومات وردتها من تركيا مفادها أن المشتبه بهم في قضية قتل خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول "أقدموا على فعلتهم بنيَّة مسبقة".