حذّر وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس، القادة العرب المجتمعين في المنامة، السبت 27 أكتوبر/تشرين الأول 2018، من أن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي "يجب أن يُقلقنا جميعاً"، لأنه يؤثر على أمن المنطقة.
وقال ماتيس في المؤتمر السنوي حول الأمن: "عندما تتوقف أمة عن احترام المعايير الدولية والقانون، فإنها تُضعف الاستقرار الإقليمي، في وقت يشكل فيه الضرورة الكبرى".
وبعدما شدَّد على "خطورة الوضع"، التزم ماتيس الحذر حول الانعكاسات السياسية لهذه الجريمة. وقال: "سأواصل مشاوراتي مع الرئيس (دونالد ترمب) ووزير الخارجية (مايك بومبيو)، اللذين يجريان تقييماً لانعكاسات هذا الحادث على استراتيجيتنا".
وحصلت الولايات المتحدة على معلومات جديدة عن التحقيق. وقال مسؤول أميركي إن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) جينا هاسبل قدَّمت لترمب "استنتاجاتها وتحليلاتها لرحلتها إلى تركيا"، حيث تباحثت مع المسؤولين عن التحقيق.
وذكرت الصحف التركية أن أنقرة تقاسمت مع هاسبل تسجيلات الفيديو والصوت حول مقتل خاشقجي.
وأثار مقتل خاشقجي، وهو كاتب رأي في صحيفة واشنطن بوست، غضب حلفاء الرياض في الغرب، وأدى إلى أزمة للسعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم والحليف الاستراتيجي للغرب.
وثائق جديدة لدى الأتراك
ومن جانبه أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 26 أكتوبر/تشرين الأول 2018، امتلاكه وثائق أخرى عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي لقي حتفه بداية الشهر الجاري، داخل مقر القنصلية السعودية بإسطنبول.
وطالب الرئيس التركي خلال خطاب له بأنقرة، في حضور قيادات لحزب العدالة والتنمية- المسؤولين السعوديين بالكشف عن جثة خاشقجي ومن أمر بقتله، مبيناً أن التصريحات السعودية عن خروج خاشقجي من القنصلية في الأول كانت مضحكة، وغير منطقية.
وأعلن الرئيس التركي عن امتلاك بلاده معلومات ووثائق أخرى عن مقتل خاشقجي، إلا أنه عاد وقال و"لكن لا داعي للتعجل.. إن غداً لناظره قريب".
وقال الرئيس التركي: لقد أطلعنا من يريدون معرفة ما جرى على المعلومات والوثائق التي بحوزتنا، مع إبقاء النسخة الأصلية (من الوثائق) لدينا كما زودنا السعودية بها أيضاً.
وأضاف أردوغان أن السعودية لا يمكن أن تنقذ نفسها إذا لم تثبت مكان وجود الجثة، ولم تكشف عن المتعاون المحلي الذي ادعت تسليمه إياها.
مبيناً أن تسليم الجثة إلى متعاون محلي جاء في بيان رسمي للخارجية السعودية "لذلك عليها أن تخبرنا به"، حسب تعبيره.
وواصل أردوغان أسئلته للجانب السعودي، قائلاً إن من ارتكب الجريمة معروف، وعلى السعودية أن تقول لنا من أمر بارتكابها، وبأمر مَن قدم الفريق السعودي "15 شخصاً" إلى تركيا، مؤكداً أن جريمة مقتل خاشقجي مدبَّرة وليست صدفة، وتجب محاسبة كل مَن تورَّط فيها، من منفذين ومن أعطى الأوامر.
وأعلنت النيابة العامة السعودية، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول، للمرة الأولى أنها تحقق في معلومات وردتها من تركيا، مفادها أن المشتبه بهم في قضية قتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول "أقدموا على فعلتهم بنية مسبقة".
في انتظار التحقيقات السعودية
يأتي ذلك فيما أعلنت الخارجية الأميركية أن مديرة وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" جينا هاسبل قدَّمت للرئيس دونالد ترمب، مساء الخميس 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018، عقب عودتها من تركيا، تقريراً عن قضية خاشقجي.
وزارت هاسبل تركيا هذا الأسبوع للتباحث مع المسؤولين الأتراك في جريمة قتل خاشقجي، وأطلعت الاستخبارات التركية هاسبل على "أدلّة" جمعتها الأجهزة التركية خلال تحقيقاتها في هذه القضية، ومن بينها تسجيلات صوتية لوقائع الجريمة التي ارتُكبت داخل القنصلية.
وفي أول إجراء عقابي تتّخذه ضدَّ حليفتها الرياض على خلفية هذه القضية، أعلنت واشنطن هذا الأسبوع إلغاء تأشيرات دخول 21 سعودياً يشتبه بتورّطهم في جريمة قتل خاشقجي، الذي كان يقيم في الولايات المتحدة منذ 2017، ويكتب مقالات رأي في صحيفة "واشنطن بوست"، وينتقد سياسات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وبحسب المتحدّث باسم الخارجية الأميركية، فإن الولايات المتحدة ما زالت تنتظر من السلطات السعودية تحقيقاً مفصّلاً في هذه القضيّة.