قبل ساعات من مؤتمر يترقبه العالم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوف يعلن خلاله كل التفاصيل اللازمة بخصوص مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، خرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، اليوم الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بتصريحات تخص مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي
وقال عادل الجبير إن المملكة ملتزمة بإجراء تحقيق شامل في مقتل الصحافي جمال خاشقجي في تركيا.
وأضاف الوزير في مؤتمر صحافي في إندونيسيا، أن السعودية أرسلت فريقاً إلى تركيا وأنه سيتم القبض على كل المسؤولين عن مقتل خاشقجي.
كانت السعودية قد أنكرت في البداية معرفتها بمصير خاشقجي، قبل أن تقول لاحقاً إنه قتل في شجار في قنصلية المملكة في اسطنبول، وهو تفسير شككت فيه العديد من الحكومات الغربية.
وقال أردوغان في كلمة باسطنبول الأحد: "سأدلي ببياني عن هذه القضية يوم الثلاثاء خلال اجتماع الحزب".
في وقت سابق قال عضو بارز في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، إن بلاده لن تسمح بأي حجب للحقائق بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول، محذراً من أن العواقب قد تكون "وخيمة".
ومن المرجح أن تزيد تصريحات أردوغان التكهنات بأن تركيا قد تكون على وشك الكشف عن بعض نتائج تحقيقاتها في مقتل الصحافي السعودي المعارض الذي كان كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست الأميركية وكان مقيماً في الولايات المتحدة.
في الوقت ذاته، تواصل السلطات السعودية التحضير لمنتدى اقتصادي يعقد الثلاثاء والأربعاء في الرياض، على الرغم من إعلان شخصيات عديدة سياسية واقتصادية وشركات عدم مشاركتها في المؤتمر الذي يطلق عليه اسم "دافوس في الصحراء" تيمناً بمنتدى دافوس العالمي.
وجاءت الانسحابات على خلفية قضية خاشقجي ووسط تشكيك برواية الرياض للوقائع ووصفها بأنها متناقضة وغير مقنعة.
وعثر المحققون الأتراك في القضية اليوم على سيارة تحمل لوحة تسجيل دبلوماسية سعودية في موقف سيارات تحت الأرض في منطقة سلطان غازي شمال اسطنبول، على ما أفادت به وسائل إعلام تركية. وتحمل السيارة السوداء لوحة التسجيل الدبلوماسية "34 سي سي 1736".
وبثت قناة "تي آر تي" التركية مشاهد لموقف السيارات الذي طوقته الشرطة، مشيرة إلى أن السيارة تركت في المكان في الأيام التي تلت مقتل خاشقجي. وأفادت القناة بأن القنصلية السعودية لم تسمح بتفتيش السيارة.
وأكد مسؤول تركي أن عملية قتل خاشقجي "تم التخطيط لها بوحشية"، مضيفاً أن "جهوداً كثيفة" بذلت لإخفائها.
وخلال الأسابيع الماضية، أوردت وسائل إعلام تركية نقلاً عن مسؤولين أن هناك تسجيلات صوتية تثبت أن خاشقجي تعرض للتعذيب قبل قطع رأسه، إلا أن أي أدلة ملموسة على ذلك لم تظهر.
والإثنين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه "غير راضٍ" عن توضيحات الرياض. وحول وقائع القضية قال الرئيس الأميركي: "سأعرف قريباً جداً، لأن لدي حالياً مجموعة من الأشخاص في تركيا ومجموعة أخرى في السعودية"، مشيراً إلى أنهم "سيبدأون بالعودة الليلة وغداً، وسأعرف قريباً جداً".
وبعد أن كان وصف رواية الرياض عن الواقعة بأنها "جديرة بالثقة"، عاد ترمب وتحدث الأحد عن "أكاذيب" في قضية خاشقجي.
ومساء الإثنين أوردت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد السعودي التقى في الرياض وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الذي يقوم بجولة إقليمية. وكان منوتشين ألغى مشاركته في المنتدى على خلفية اختفاء خاشقجي.
لكن واشنطن تؤكد حتى الآن تمسكها بالاتفاقات المبرمة مع السعودية بمليارات الدولارات.
وقال غاريد كوشنر، مستشار ترمب وصهره، الإثنين أنه نصح ولي العهد السعودي بأن يكون "شفافاً" في قضية قتل جمال خاشقجي؛ لأن "العالم يتفرج".
وأضاف أنه طلب منه أيضاً أن "يتعامل بجدية كبيرة" مع المسألة، مضيفاً: "إننا نجمع أكبر عدد ممكن من الوقائع من أمكنة عدة. بعد ذلك، سيقرر الرئيس ووزير الخارجية ما الذي نراه جديراً بالتصديق والتدابير التي يجب أن نتخذها".
وتواصل الدول الغربية مطالباتها بتسليط كل الضوء على القضية. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الإثنين، أمام البرلمان: "إنني واثقة من أن البرلمان بكامله سينضم إليّ للتنديد بأشد العبارات بقتل جمال خاشقجي، علينا الوصول إلى حقيقة ما حصل".
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أصدرت، الأحد، بياناً مشتركاً قال فيه إنّ هناك "حاجة ملحة" لتوضيح ما حدث بالضبط للصحافي السعودي، وأن الرواية السعودية "يجب أن تكون مدعومة بالوقائع لكي تُعتبر ذات مصداقية".
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الإثنين، إن بلاده تنتظر نتائج التحقيقات في عملية قتل الصحافي السعودي "لاتخاذ التدابير اللازمة".
وفيما تحذر الدول الحليفة للرياض في المنطقة من استهداف السعودية ومس الاستقرار فيها، مشيدة بالتدابير التي اتخذها الملك سلمان، السبت، وبينها إعفاء مسؤولين من مناصبهم، وتوقيف عدد آخر، صدرت اليوم مواقف مناقضة عن خصوم السعودية في المنطقة.
وعبرت وزارة الخارجية القطرية عن أملها في أن تكون جريمة قتل جمال خاشقجي "جرس إنذار للجميع"، في أول تعليق للدوحة على مقتل الصحافي السعودي. وقالت المتحدثة باسم الوزارة إن قطر تثق بالتحقيق التركي في القضية.
في طهران، هاجم رئيس السلطة القضائية في إيران آية الله صادق لاريجاني سلطات الرياض بشأن "القتل الشنيع" للصحافي السعودي جمال خاشقجي، معتبراً أن هذه القضية تظهر كذلك "سياسة الكيل بمكيالين" التي يعتمدها الغربيون.
وهذا أول رد فعل من مسؤول ايراني في القضية.