قالت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إن هناك حاجة وتوقعاً لمزيد من الجهود لكشف الحقيقة بطريقة شاملة وشفافة ومقنعة بخصوص مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك، الأحد 21 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إن فرضيات التحقيق السعودي بحاجة إلى حقائق تدعمها لتكون مقنعة.
وأضافت: "إن ثمة حاجة لتوضيح عاجل لما حدث بالضبط في مقتل خاشقجي، حيث إنه لا يوجد شيء يمكن أن يبرر قتل خاشقجي، وندين ذلك بأشد العبارات الممكنة".
ووجَّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاداً شديداً للرواية السعودية بخصوص مقتل جمال خاشقجي قائلاً: "من الواضح أنَّه كان هناك خداع، وكانت هناك أكاذيب".
في الوقت ذاته، دافع ترمب عن المملكة الغنية بالنفط، ووصفها بـ"الحليف المذهل"، وترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية ألا يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أَمَرَ العملاء السعوديين بقتل خاشقجي
وقال ترمب في لقاء هاتفي مع صحيفة The Washington Post الأميركية: "لم يخبرني أي أحدٍ أنَّه مسؤول، ولم يخبرني أي أحدٍ أنَّه غير مسؤول، لم نصل إلى تلك المرحلة… أود لو كان ليس مسؤولاً".
وقوبل ادِّعاء المملكة بأنَّ خاشقجي قُتِل نتيجة اشتباك بالأيدي وقع داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بموجةٍ من التشكيك الدولي، أمس السبت، 20 أكتوبر/تشرين الأول، حول الكيفية التي يمكن بها لفريقٍ من العملاء السعوديين السفر إلى إسطنبول لالتقاء خاشقجي وقتله في النهاية، من دون علم أو موافقة ولي العهد، القائد الفعلي للمملكة.
وأخبر ترمب الصحافيين، يوم الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول، أنَّ التفسير السعودي كان معقولاً، لكنَّ المسؤولين الأميركيين قالوا إنَّه عبَّر سراً عن انزعاجه من أنَّ علاقة صهره جاريد كوشنر الوثيقة مع ولي العهد صارت عبئاً عليه، وجعلت البيت الأبيض بلا خيارات جيدة.
ودافع ترمب في المقابلة عن كوشنر قائلاً إنَّه يقوم "بعملٍ جيد جداً"، لكنَّه اعترف أنَّ كلاً من كوشنر وولي العهد، في الثلاثينيات من عمرهما، صغيران نسبياً مقارنةً بقدر السلطة التي يتمتعان بها.
فقال: "إنَّهما رجلان صغيران، وجاريد لا يعرفه جيداً أو ما شابه. إنَّهما مجرد شخصين صغيرين، وهما في نفس العمر، أعتقد أنَّهما معجبان ببعضهما".
وقال ترمب: "إنَّها أكبر طلبية في التاريخ، والتخلِّي عنها يمكن أن يضر بنا أكثر بكثير مما يضر بهم. وبعد ذلك، كل ما سيفعلونه هو اللجوء إلى روسيا أو إلى الصين، كل ما سيؤدي إليه ذلك هو الإضرار بنا نحن".
وسبق أن قال السيناتور الجمهوري، بوب كوركر، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، إنه يعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أدار عملية قتل جمال خاشقجي الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وأوضح السيناتور كوركو، الأحد 21 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أنه "بحسب التقارير الاستخباراتية التي قرأتها فإن الأمير محمد بن سلمان يقف خلف قتل جمال خاشقجي "، وأضاف أنه إذا أوضحت التحقيقات أن ولي العهد السعودي مسؤول عن قتل خاشقجي فسيكون "الآن قد تجاوز الحد"، وقال "إن السعوديين فقدوا كل مصداقية في تفسيراتهم عن موته".
وقال كوركر وفق ما أوردته وكالة "رويترز" نقلاً عن مقابلة للسيناتور الأميركي مع شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية: "نعم أعتقد أنه فعلها".