قال مراسل قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية، إن الجزئية الوحيدة التي لا يعرفها الأتراك هي أين جثة خاشقجي، ولا يزال البحث جارياً عنها.
وقال المراسل إنه يُعتقد أن بيت القنصل أحد الأماكن المشتبه فيها لإخفاء الجثة؛ فقد خرجت السيارة المرسيدس الى بيت القنصل، والسلطات السعودية لا تقدم إجابة واضحة، وتعاونت فقط في السماح بدخول الفريق التركي
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قال الجمعة 5 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إنه مستعد للسماح لتركيا بتفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول، بحثاً عن الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي، الذي اختفى منذ دخوله القنصلية قبل أسبوعين.
وقال الأمير محمد في مقابلة مع وكالة بلومبيرغ الأميركية، نُشرت الجمعة 12 أكتوبر/تشرين الأول 2018: "المنشآت أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بدخولها وتفتيشها وفعل كل ما يريدونه… ليس لدينا ما نخفيه".
وأضاف أن خاشقجي غادر المبنى بعد دخوله. وأجاب عن سؤال عما إذا كان الصحافي يواجه اتهامات في السعودية، بالقول إنه من المهم أولاً معرفة مكانه. وقال: "لو كان في السعودية، كنت سأعرف ذلك".
وكشفت قناة "الجزيرة"، مساء الإثنين 15 أكتوبر/كانون الأول 2018، بعض تفاصيل عملية اغتيال الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي بمقر قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وسرد مدير مكتب "الجزيرة" في تركيا، عبد العظيم محمد، تفاصيل التسريبات الصوتية التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية التركية بعد مقتل خاشقجي بيومين.
وبحسب "الجزيرة"، فإن خاشقجي قُتل بعد 4 دقائق فقط من دخوله مقر القنصلية للحصول على بعض الأوراق الخاصة.
وعقب مكوثه مع القنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي، دخل عدد من الأشخاص على خاشقجي وسحبوه إلى غرفة مجاورة، وحاولوا قتله بالإبر وليس بالرصاص كما قيل، بحسب "الجزيرة".
وأضاف مدير مكتب "الجزيرة" أنه سُمع صوت عدد من الأشخاص وهم يسبُّون خاشقجي بأبشع الألفاظ، ثم صاح خاشقجي طبقاً للتسريبات، قائلاً إنهم يحاولون قتله بالإبر.
وبعد ذلك، صمت صوت خاشقجي ولم يُسمع منه أي شيء آخر.
وبحسب التسجيلات، لم يُعرف أين تم التعامل مع جثة خاشقجي؛ في مقر القنصلية أم بمنزل القنصل العام.
وأضاف أن الفريق الأول الذي جاء لقتل خاشقجي فشل في إتمام العملية، فأُرسل فريق آخر مساء الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
الملك سلمان حاول إغلاق الملف
وتابع مدير مكتب "الجزيرة" أن الملك سلمان أرسل مستشاره الخاص، الأمير خالد الفيصل، إلى تركيا؛ لإثناء الحكومة التركية عن التحقيقات ونسيان الأمر، كما اعترف ضمنياً بأن السعودية على علم بعملية قتل الإعلامي السعودي البارز.
وحين التقى الأمير خالد الفيصل الرئيسَ التركي رجب أردوغان، تعامَل معه الرئيس التركي بفتور، ثم أحاله إلى أحد أعضاء الحكومة، ثم مكث الأمير السعودي يومين لإنهاء الملف، لكنه فشل في النهاية.
وهذه أول مرة تكشف فيها هذه المعلومات الحساسة عما وقع مع خاشقجي، الذي بالفعل تم قتله والتخلص من جثته بعد دقائق من دخوله القنصلية السعودي في إسطنبول.
وبحسب قناة "سي إن إن" الأميركية، فإن السعودية تستعد للاعتراف بقتل خاشقجي في أثناء التحقيق، وأن الأمر وقع عن طريق الخطأ، وهذا ما تنفيه الرواية الجديدة التي قالها مدير مكتب "الجزيرة".
وذكرت "سي إن إن"، الإثنين 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018، نقلاً عن مَصدرين لم تسمهما، أن السعودية تعد تقريراً تعترف فيه بمقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي نتيجة تحقيق جرى بشكل خطأ.
وقالت "سي إن إن" إنّ أحد المصدرين حذر من أن هذا التقرير ما زال قيد الإعداد وقد يتغير. ونقلت المحطة عن المصدر الآخر قوله إن من المرجح أن يخلص التقرير إلى أن هذه العملية جرت دون إذن، وأن من تورطوا فيها سيحاسَبون.
وأضافت "سي إن إن" نقلاً عن مصادر، أن الهدف من العملية كان اختطاف خاشقجي وليس قتله.
ظهور أدلة بارزة بشأن مقتل خاشقجي
وكان مكتب المدعي العام التركي قال إن الفحص الأولي داخل القنصلية السعودية "أظهر أدلة بارزة على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي رغم محاولات طمسها".
وقال المصدر إن الأدلة التي وُجدت تدعم شبهة تعرض خاشقجي لجريمة قتل.
وكانت صحيفة The Telegraph البريطانية ذكرت أن السعودية ستحاول إقناع المسؤولين الأتراك بالموافقة على إصدار بيان مشترك، "يُفسر موت جمال خاشقجي، بطريقة تسبب ضرراً بسيطاً على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان".
وأوضحت الصحيفة أن أحد احتمالات هذا التفسير هو القول إنَّ خاشقجي توفي بنوبة قلبية داخل القنصلية، فأخفى موظفو القنصلية المذعورون جثته.