قالت مصادر خاصة لموقع عربي بوست، السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، إن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي اختفى في تركيا قبل 5 أيام قتل في مقر قنصلية بلاده في إسطنبول.
وأضاف المصدر إن خاشقجي تم التحقيق معه تحت التعذيب وتم تصويره بفيديو ثم قتل.
فمن هو الإعلامي السعودي الراحل.
أين ولد خاشقجي؟
جمال خاشقجي صحافي وإعلامي سعودي وُلد في المدينة المنورة عام 1958، ترأس مناصب بعدة صحف في السعودية، وتقلد منصب مستشار، كما أنه مدير عام قناة العرب الإخبارية.
أصل كلمة خاشقجي
وأصل كلمة خاشقجي -اسم عائلته التي ينسب إليها- تركي، والنطق محرف إلى العربية من التركية القديمة، وتعني صانع الملاعق بالتركية الحالية Kaşıkçı.
تلقى تعليمه في أميركا ليعود ليبدأ عمله الصحفي من صحيفة بالنسخة الإنكليزية
تلقى خاشقجي تعليمه في جامعة ولاية إنديانا الأميركية. وفي بداية مسيرته الصحافية عمل في صحيفة سعودي غازيت الناطقة باللغة الإنكليزية، ثم مراسلاً لعدد من الصحف العربية اليومية والأسبوعية في الفترة الممتدة من 1987 إلى 1999، اشتهر كمراسل ميداني غطى أحداثاً عدة، أبرزها "الجهاد الأفغاني"، والتحول الديمقراطي قصير الأجل في الجزائر وحرب الكويت.
عرف كمتابع للحركة الإسلامية، نشرت له تحقيقات عدة من السودان وتركيا واليمن ومصر والأردن. 1999 عين نائباً لرئيس تحرير صحيفة عرب نيوز، في 2003 تولى رئاسة تحرير صحيفة الوطن اليومية، والصحيفة الإصلاحية الرائدة في المملكة العربية السعودية، غير أنه لم يعمر فيها طويلاً.
عين بعدها مستشاراً إعلامياً للسفير السعودي في لندن ثم واشنطن للأمير تركي الفيصل واستمر في منصبه لغاية 2007، ليعود بعدها لرئاسة تحرير جريدة الوطن السعودية، وتركها مرة أخرى مايو/أيار 2010، بعد أسابيع قليلة اختاره الأمير الوليد بن طلال ليقود تأسيس وإدارة قناة العرب الإخبارية الجديدة، والتي انطلقت في 1 فبراير/شباط 2015 ثم توقفت مرة أخرى لظروف سياسية وبصدد استئناف بثها قريباً.
وكان يكتب مقالة أسبوعية كل سبت في صحيفة الحياة، قبل أن تعلن الصحيفة فصله قبل عام، بسبب كتاباته المخالفة لعملية القمع التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
لقاءات أجراها جمال خاشقجي في مسيرته المهنية
سبق أن التقى وأجرى مقابلات خاصة مع أسامة بن لادن في العديد من المناسبات قبل وقوع هجمات 11 سبتمبر، إلى جانب عمله كمعلّق سياسي للقناة السعودية المحلية ومحطة إم بي سي، وبي بي سي، وقناة الجزيرة.
ويواجه خاشقجي أيضاً انتقادات بأنه التقى بزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن وكانت تربطهما علاقة جيدة.
أكد الكاتب أنه التقى بن لادن في السعودية والسودان وأفغانستان، وفي حوار له مع صحيفة الأيام البحرينية عام 2003، أكد أنه تعرف على بن لادن في فترة "الجهاد ضد السوفييت".
علاقته ببن لادن انتهت في منتصف تسعينيات القرن الماضي، حسب تقارير، بعد أن بدت مظاهر التطرف على بن لادن إثر عودته من السودان عام 1996.
أثار الكاتب السعودي الجدل عندما أعرب عن استعداده لإجراء مقابلة مع زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في قناة "العرب"، معتبراً أن لا ضرر في ذلك لأن وظيفته فقط هي نقل الخبر.
اختفاء جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا
اختفى جمال خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 وتضاربت الروايات حول اختفائه. ادّعَتْ خطيبته السيدة خديجة جنكيز، أنه لم يخرج من مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، التي زارها لاستخراج ورقة لإتمام زواجه، في حين قالت السلطات السعودية إنه غادر القنصلية بعد وقت قصير.
وقالت القنصلية إنها تتابع وتنسق مع السلطات المحلية التركية لكشف ملابسات اختفائه.
بينما نفى مسؤول سعودي لم يُكشف عن اسمهِ تواجد جمال داخل مقار القنصلية وأكد مغادرة خاشقجي لهَا.
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان آل سعود إن خاشقجي غادر المبنى والسعودية مستعدة للسماح لتركيا بالدخول وتفتيش القنصلية، قائلاً: "المبنى (القنصلية) أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والتفتيش على ما يريدون" و"ليس لدينا ما نخفيه"."
علاقات خاشقجي بالسلطة وموقفه من ولي العهد السعودي
عُرف خاشقجي الذي ولد في المدينة المنورة عام 1958، بانتقاداته الحادة للحكومة السعودية، وخاصة بعد أن أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد ووعد بإدخال إصلاحات جديدة إلى البلاد، الأمر الذي تزامن مع موجة من الاعتقالات والقمع في البلاد.
وكان من الذين أثاروا موجة من الجدل عندما كتب تغريدة على تويتر، مدافعاً عن الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، وعن جماعة الإخوان المسلمين المصنفين كـ"إرهابيين" من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر
في ديسمبر، 2017، أنهت صحيفة "الحياة اللندنية" لصاحبها الأمير خالد بن سلطان، علاقتها به ومنعت كتاباته التي تنشرها الصحيفة بدعوى "تجاوزات ضد السعودية"..
عرف خاشقجي بانتقاداته للسلطة في السعودية، خاصة بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد.
تحدث عن الحملة الأمنية التي تعرض لها ناشطون داخل المملكة، والتي تزامنت مع إصلاحات قادها ولي العهد محمد بن سلمان. كتب في واشنطن بوست: "نحن مطالبون بالتخلي عن أي أمل في الحرية السياسية، والسكوت عن الاعتقالات".
وفي إشارة إلى تعيين محمد بن سلمان، قال: "كانوا يتوقعون منا أن نشجع الإصلاحات الاجتماعية بقوة، ونثني بشكل كبير على الأمير محمد بن سلمان مع تجنب أي إشارة إلى السعوديين الرائدين الذين تجرأوا على معالجة هذه القضايا منذ عقود".
تطرق أيضاً للحرب في اليمن. في مقال بعنوان "على ولي عھد السعودية حفظ كرامة بلاده بإنھاء الحرب المتوحشة في الیمن"، رأى أن على المملكة أن "تواجه الأضرار التي نجمت عما یزید عن ثلاثة أعوام من الحرب في الیمن".
وجه أيضاً انتقادات للسلطة في الرياض بسبب الخلاف الذي شهدته العلاقات السعودية الكندية على خلفية انتقاد الأخيرة ملف حقوق الإنسان في المملكة، ورأى الصحافي السعودي أن الرياض "لا تستطيع تحمل معارك مع كندا".
وأعلن رفضه لعزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي "وعودة العسكر" للحكم.
ورفض تصنيف الجماعة كـ"منظمة إرهابية" ورأى أن من شأن ذلك "إضعاف التقدم الخجول نحو الديموقراطية والإصلاح السياسي الذي تعرض للكبت والتقييد في العالم العربي".
اختار المنفى الاختياري رحيلاً عن الأوضاع في السعودية
كان خاشقجي يعيش منذ 2017 وحتى اختفائه في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة. وكان ينظر إليه في كثير من الأحيان كخبير بالأحوال الداخلية في السعودية.
قبل اختفائه في تركيا، التحق بصحيفة واشنطن بوست ككاتب رأي في صفحة "آراء عالمية"، وكتب عبر المنصة الجديدة عدة مقالات تناولت قضايا سعودية وإقليمية ودولية ترجم بعضها إلى العربية.
وصفته الصحيفة عند تعيينها له بأنه واحد من "المفكرين البارزين في مجالاتهم وبلدانهم".
وشارك خلال إقامته في العاصمة الأميركية واشنطن في عديد من الفعاليات والأنشطة للدفاع عن الحريات والحقوق.
هذه الخبرة الواسعة في عالم الصحافة جعلت منه خبيراً في قضايا الإسلام السياسي والحركات الإسلامية، وكان ضيفاً دائماً على عديد من المحطات التلفزيونية للتعليق على الأحداث الجارية.
صدر له كتب منها: "ربيع العرب.. زمن الإخوان" الذي يتناول الربيع العربي والإسلام السياسي، و"احتلال السوق السعودي" الذي يركز على قضية اعتماد المملكة على العمالة الأجنبية، و"علاقات حرجة" يتناول فيه العلاقات الأميركية السعودية بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001.