قالت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية "كونا"، الجمعة 28 سبتمبر/أيلول 2018، إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان ، سيزور الكويت، السبت 29 سبتمبر/أيلول 2018، دون أن تتطرق إلى تفاصيل.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر خليجي، أن الزيارة ستكون في إطار الوساطة التي يقوم بها أمير الكويت لحل الأزمة الخليجية بين قطر من ناحية، والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى.
واندلعت العام الماضي (2017) أزمة دبلوماسية كبيرة بين دول الخليج، على أثرها قطعت السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت الدول الخليجية الثلاث حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على الدوحة، بتهم دعم الإرهاب، الأمر الذي تنفيه قطر بشكل قاطع.
ومنذ ذلك الحين، تحاول الكويت، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، التوسط لحل الخلاف بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، لكن لم يُكتب النجاح لهذه الجهود.
وكانت دول الحصار الثلاث قد طلبت 13 مطلباً من الدوحة، من بينها إغلاق قناة الجزيرة وقطع العلاقات مع إيران، الأمر الذي اعتبرته قطر تدخلاً في السيادة الوطنية، ورفضت على أثره هذه المطالب.
وكانت لزيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الخليج، العام الماضي (2017)، الدور الكبير في اندلاع الأزمة؛ إذ كتب على حسابه الرسمي في "تويتر"، تغريدات وصفها البعض بأنها تحرض على الدوحة.
وكشف أمير الكويت، عقب أشهر قليلة من الأزمة، أنه تدخل في اللحظة الأخيرة ومنع تدخلاً عسكرياً كانت تعده الإمارات والسعودية للإطاحة بأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
والخميس 27 سبتمبر/أيلول 2018، كشفت صحيفة The National الإماراتية الناطقة باللغة الإنكليزية عن مساعٍ أميركية لحل الأزمة الخليجية في إطار تدشين حلف عسكري يضم دول الخليج، إضافة إلى مصر والأردن والولايات المتحدة، لمواجهة إيران.
وقالت الصحيفة الإماراتية إن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج العربي، تيم ليندركينغ، قضى الأسابيع الثلاثة الماضية في دبلوماسيةٍ مكوكيةٍ إقليمية بدول الخليج؛ من أجل إرساء حجر الأساس للقمة التي تستضيفها الولايات المتحدة، في يناير/كانون الثاني 2019، والتي من المفترض أن يُعلَن فيها إطلاق تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي (ميسا)، وهو فكرةٌ مماثلة لناتو عربي، وكذلك لحل الأزمة الخليجية بين قطر ودول خليجية أخرى.
وفي مقابلةٍ مع صحيفة The National الإماراتية، الأربعاء 26 سبتمبر/أيلول 2018، كشف ليندركينغ تفاصيل حول بنْية التحالف وأهدافه بعيدة المدى. وتابع أن الولايات المتحدة ومصر والأردن ستكون ضمن أعضاء التحالف، بالإضافة إلى الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وهي: السعودية والإمارات والكويت والبحرين وقطر وعُمان.
وأقرَّ ليندركينغ بعمق الأزمة مع قطر داخل دول مجلس التعاون الخليجي، رغم دعوات الولايات المتحدة لحلها. وأوضح أن الأزمة الخليجية ليست عقبةً في طريق التحالف على المدى القصير، لكن الحسابات طويلة الأمد ستكون مختلفة، على الرغم من استئناف اجتماعات الدفاع للدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بحضور الدوحة.
وتابع: "في رؤيتنا لتحالف (ميسا) على المدى الطويل، سيكون من الصعب أن توجد دولتان أو ثلاث في هذا التحالف مع هذا النوع من المجابهة. سيظل بإمكاننا أن نُطوِّر مفهوم التحالف ونعمل على بعض أركانه، لكن في النهاية يتوجب وقف تصعيد هذا النزاع".