أفادت تقارير بأنَّ كوريا الشمالية قدَّمت عرضاً لإسرائيل عام 1999 يقضي بإلغاء اتفاقيَّاتٍ أبرمتها الأولى لبيع تكنولوجيا صواريخ لإيران ودولٍ عدوة أخرى كانت تُشكِّل وقتها خطراً على الدولة اليهودية، في حال دفع إسرائيل لبيونغ يانغ مليار دولار نقداً.
ووفقاً لتقريرٍ نشرته صحيفة The Wall Street Journal الأميركية، ونقلته صحيفة Haaretz الإسرائيلية، الأحد 8 يوليو/تموز، فإنَّ إسرائيل لم تقبل عرض كوريا الشمالية. وعرضت بدلاً منه تقديم معوناتٍ غذائية، وانتهت المحادثات دون اتفاق.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، جرت هذه العملية خلال محادثةٍ بين سفير كوريا الشمالية لدى السويد ونظيره الإسرائيلي أثناء لقائهما في مقهى بمدينة ستوكهولم.
وسُرِدَت تفاصيل هذه المحادثة السريَّة في مذكِّراتٍ كتبها مترجم اللقاء، وهو دبلوماسي كوري شمالي بارز أسبق يُدعَى تاي يونغ هو، والذي انشقَّ فارّاً إلى كوريا الجنوبية قبل عامين.
رفضت الحكومة الإسرائيلية الردَّ على طلب التعليق. ونفت إيران بدورها وجود أية محادثاتٍ قد جرت بينها وبين كوريا الشمالية بخصوص التكنولوجيا النووية، ولم تردّ أيضاً سفارتها في سول على طلب الصحيفة للتعليق.
وقالت الصحيفة إنَّها لم تتمكَّن من التواصل مع السفيرين اللذين أفادت التقارير بإجرائهما هذه المحادثة قبل نحو عشرين عاماً، وهما السفير الإسرائيلي الأسبق إلى السويد جدعون بن عامي، والسفير الكوري الشمالي سون مو سين.
تفاصيل اللقاء
والأسبوع الفائت، قال بن عامي في مقابلةٍ متلفزة إنَّه عقد ثلاثة اجتماعات مع مسؤولين كوريين شماليين في عام 1999، لكنَّه لم يكشف ما إن كان تلقِّى طلباً بدفع مبلغ لكوريا الشمالية، بحسب الصحيفة الأميركية.
بينما يعمل سون مو سين حالياً في وزارة خارجية كوريا الشمالية في بيونغ يانغ، وفقاً لمسؤولٍ ضمن بعثة كوريا الشمالية لدى منظمة اليونسكو.
وتزعم الصحيفة أنَّ وثائق تابعة لوزارة الخارجية الأميركية تعود لتلك الفترة، رُفِعَت عنها السرية مؤخراً، تُصدِّق على أنَّ الولايات المتحدة وكوريا الشمالية عقدتا محادثاتٍ بشأن صادرات بيونغ يانغ من الصواريخ قُرب الوقت الذي يقول فيه يونغ هو إنَّه ورئيسه -السفير الكوري الشمالي- تواصلا فيه مع المسؤولين الإسرائيليين.
يأتي هذا التقرير على خلفية حوارٍ متصاعد الوتيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بشأن الأسلحة النووية التي تملكها تلك الأخيرة.
وعلى مدار عطلة الأسبوع الفائت، عقد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو محادثاتٍ مكثَّفة مع بيونغ يانغ، اتهمت فيها كوريا الشمالية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتقدُّم بمطالبٍ أحادية الجانب "تشبه أساليب العصابات"، وانتهاكها لما قِيل في القمة التي عُقِدَت بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، يوم 12 يونيو/حزيران الفائت.