أعلن التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية الإثنين 28 مايو/أيار 2018، أن القوات التي يدعمها في هذا البلد باتت على بُعد نحو 20 كم فقط من مدينة الحديدة (غرب) التي تضم ميناءً رئيسياً، تدخل عبْره غالبية المساعدات الإنسانية.
وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن طيار تركي المالكي، في مؤتمر صحفي بالرياض: "لم يتبقَ إلى الحديدة إلا ما يقرب من 20 كم، ولا تزال العمليات مستمرة" ضد المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على المدينة الساحلية منذ 2014.
وأضاف: "سقطت الدفاعات مصحوبةً بحالة انهيار وهروب قادة ميدانيين".
ويشهد اليمن نزاعاً مسلحاً منذ سنوات بين القوات الحكومية والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.
وشهد النزاع تصعيداً مع تدخُّل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس/آذار 2015، دعماً لحكومة الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، في مواجهة المتمردين الحوثيين.
ومذاك، قُتل نحو 10 آلاف يمني وأصيب أكثر من 50 ألفاً بجروح، في حين تقول الأمم المتحدة إن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية حالياً بالعالم.
وتتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين بالسلاح، لكن طهران تنفي هذا الاتهام.
وجمعت الإمارات، الشريك الرئيسي بالتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد المتمردين، في بداية 2018، 3 قوى غير متجانسة ضمن قوة واحدة تحت اسم "المقاومة اليمنية"؛ من أجل شن عملية بالساحل الغربي في اليمن باتجاه مدينة الحديدة.
وتهدف هذه العملية إلى التقدم في اتجاه ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين والذي يعتبر المدخل الرئيسي للمساعدات الموجَّهة الى المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين في البلد الفقير. ويرى التحالف في هذا الميناء منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.
وقال المالكي في المؤتمر الصحفي: "نريد قطع الشريان الذي يستفيد منه الحوثيون".
وجاءت التصريحات غداة تأكيد زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، أن الحوثيين قادرون على إفشال أي عملية عسكرية قد يشنّها التحالف على ميناء الحديدة الاستراتيجي.
وقال الحوثي في خطاب تلفزيوني بثّته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين ليل الأحد-الإثنين 28 مايو/أيار 2018، إن "شعبنا اليمني اليوم سيقف بكل صمود وثبات لدعم هذه المعركة والتصدي للعدوان في الساحل" الغربي اليمني.
وأضاف أن "المعتدي (…) يستطيع أن يفتح له معركة هناك (في الحديدة)، لكنه يستحيل عليه أن يتمكن من حسم هذه المعركة"، معتبراً أنه "إذا نجح بفعل الغطاء الجوي وبفعل قوته العسكرية من خلال المدرعات، في أن يُحدث اختراقاً إلى منطقة هنا أو إلى منطقة هناك- يمكن أن يطوَّق هذا الاختراق وأن يواجَه".