تشهد الأرض ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، التي وصلت في إيران لـ 72 درجة، ما زاد مخاوف العلماء من عواقب ذلك الارتفاع، وزيادة معدلات ذوبان الجليد بالقطب الشمالي، والذي قد يتسبب في اختفاء 21 مدينة عالمية وعربية بينها القاهرة والإسكندرية.
ويعتقد العلماء أنه إذا استمر معدل ارتفاع درجات الحرارة على الأرض، فإن المناطق القطبية الجليدية ستبدأ في الذوبان وهو ما سيرفع من مستوى مياه المحيطات والبحار، وبالتالي غرق المناطق الغربية لأمريكا وأستراليا وبعض المدن الأوروبية والإفريقية على سواحل البحر المتوسط.
25% زيادة في ذوبان الجليد
وحول نسب ذوبان الجليد في العالم اكتشفت البعثة العلمية الدولية التي تعمل في المنطقة القطبية الشمالية أن سرعة الذوبان هناك ازدادت بنسبة 25 %، وأنه إذا استمر الحال كما هو عليه حالياً فإنه بحلول عام 2045 لن يبقى الجليد.
2014 أعلى درجات حرارة منذ 135 سنة
يقول الخبير الكسندر تشيرنوكولسكي، أن عام 2014 شهد أعلى درجات حرارة مسجلة على الأرض منذ 135 سنة، مما تسبب في سرعة ذوبان الثلوج والجليد.
وأشار الخبير إلى أن العديد من الدول لا تتخذ الإجراءات اللازمة للتقليل من تحرر غازات الانحباس الحراري، لأنها في ازدياد مستمر نتيجة النشاط البشري.
دراسة كانت قامت بها مجموعة ناشونال جيوغرافيك تؤكد تلك الفكرة حيث رصدت فيه خريطة العالم إذا ذاب الجليد بشكل كامل، وما ينتج عنه من غرق بعض الدول بالكامل، كما حذر علماء البيئة في مصر من غرق الدلتا بحلول منتصف هذا القرن.
احتمالات غرق 21 مدينة حول العالم
وقال "معهد مراقبة العالم "(World watch Institute) المنظمة الأميركية المعنية بالمتغيرات المناخية أن 21 مدينة حول العالم، بينها مدينتان عربيتان، مهددة بخطر ارتفاع مستوى سطح البحر بجانب كوارث أخرى متصلة بظاهرة الاحتباس الحراري مع زيادة ارتفاع الحرارة بداية من 2015.
ووفق دراسات أعدتها الأمم المتحدة ومنظمات بيئية أخرى مختصة فإن من بين تلك المدن: القاهرة والإسكندرية في مصر، ونيويورك ولوس أنجلوس في الولايات المتحدة، وداكا في بنغلاديش، وبونس آيرس في الأرجنتين، وريو دي جنيرو في البرازيل، وشنغهاي وتيانجين في الصين، ومومباي وكلكتا في الهند، وجاكارتا في إندونيسيا، وطوكيو وأوساكا-كوبي في اليابان، ولاغوس في نيجيريا، وكراتشي في باكستان، وبانكوك في تايلاند.
مؤشر الحرارة بإيران يصل إلى 72 درجة
وتعيش المنطقة العربية والشرق أوسطية أزمة ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، لتزيد معاناة شعوبها فوق ما هي فيه من أزمات واضطرابات وحروب، وتوفي 52 طفلا من النازحين العراقيين خلال الأسابيع الماضية بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
ووصلت درجات الحرارة في إيران إلى 72 درجة مئوية الخميس الماضي، وشهدت العراق ارتفاع مناسبا ومنحت موظفيها عطلة رسمية لمدة أربعة أيام، وخرج مئات المتظاهرين إلى ساحة التحرير في بغداد للاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي مطالبين بمحاكمة من سموهم "الفاسدين".
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن أنطوني ساغليا، خبير الأرصاد الجوية بشركة أكيو ويذر الأميركية، القول إن موجة الحر التي تجتاح الشرق الأوسط حاليا "بلغت مستوى لا يُصدق، وهو من بين الأعلى التي رُصدت والتي لم أر مثيلاً لها من قبل".
وذكرت الصحيفة أن معدلات الحرارة التي سُجلت مؤخرا بمنطقة الشرق الأوسط أقل قليلا من أعلى مؤشر على الإطلاق والذي رُصد في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية في الثامن من يوليو/تموز 2003 حيث سجل المؤشر آنذاك 81 درجة مئوية.