قال مسؤولان إقليميان لرويترز السبت 28 سبتمبر/أيلول 2024، إن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي نُقل إلى مكان آمن داخل إيران وسط إجراءات أمنية مشددة بعد يوم من اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة في غارة إسرائيلية على بيروت.
وتمثل الخطوة المتخذة لحماية صاحب الكلمة العليا في إيران أحدث انعكاس للتوتر الذي يعتري السلطات الإيرانية مع شن إسرائيل سلسلة من الهجمات المدمرة على جماعة حزب الله، الحليف الأكثر تسليحاً والأكثر عتاداً لإيران في المنطقة.
وذكرت رويترز في وقت سابق هذا الشهر أن الحرس الثوري الإيراني، الحامي لفكر الجمهورية الإسلامية، أمر جميع أعضائه بالتوقف عن استخدام أي نوع من أجهزة الاتصال بعد انفجار آلاف من أجهزة البيجر واللاسلكي التي كانت تستخدمها جماعة حزب الله.
ويتهم لبنان وكذلك حزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصال. ولم تنف إسرائيل أو تؤكد تورطها.
وذكر المسؤولان، اللذان أطلعتهما إيران على الأمر، أن إيران على اتصال مستمر مع جماعة حزب الله وجماعات أخرى متحالفة معها لتحديد الخطوة التالية بعد اغتيال نصر الله.
ورفضت المسؤولان نشر اسميهما أو تفاصيل أكثر عن منصبيهما نظرا لحساسية الأمر.
وبعد تأكيد حزب الله استشهاد نصر الله، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان قُتل مع زعيم حزب الله في الغارات الإسرائيلية على بيروت أمس الجمعة.
وقُتل قادة آخرون في الحرس الثوري منذ اندلاع حرب غزة العام الماضي واشتعال العنف في أماكن أخرى.
وقال خامنئي في بيان "سوف تقرر قوى المقاومة مصير هذه المنطقة، وعلى رأسها حزب الله الشامخ".
وقال في بيان منفصل أعلن فيه الحداد لمدة خمسة أيام في إيران "دماء الشهيد لن تذهب دون ثأر".
ورحيل نصر الله ضربة قوية لإيران، إذ يُغيب عن المشهد حليفاً مؤثراً ساعد في بناء جماعة حزب الله لتصبح ركيزة أساسية في محور الجماعات والفصائل المدعومة من إيران والمتحالفة معها في العالم العربي.
وتمتد شبكة حلفاء إيران بالمنطقة، والمعروفة باسم "محور المقاومة"، من جماعة حزب الله في لبنان إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة والفصائل المدعومة من إيران في العراق وجماعة الحوثي في اليمن.
وانخرطت جماعة حزب الله في تبادل لإطلاق النار مع إسرائيل عبر الحدود طوال حرب غزة، وقالت مرارا إنها لن تتوقف حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
بلغت حصيلة "أعنف وأوسع" هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، منذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري وحتى صباح السبت، 783 قتيلا بينهم أطفال ونساء، و2312 جريحا، وفق رصد الأناضول لبيانات السلطات اللبنانية.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفر حتى السبت، عن "1640 شهيدا، منهم 104 أطفال و194 امرأة، و 8 آلاف و408 جرحى" لبنانيين، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وتطالب الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.