توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان والذي وصفت غاراته بـ "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، في حين حذرت قوات حفظ السلام الأممية في لبنان "اليونيفيل"، من عواقب للتصعيد في جنوب لبنان، على المنطقة كافة.
واستشهد 274 شخصًا بينهم 24 طفلاً وعدد من النساء وإصابة ألف و24 شخصًا إثر سلسلة من الغارات إسرائيلية منذ صباح الاثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024، وفق حصيلة أعلنتها وزارة الصحة اللبنانية.
مصر تدين
وعقب الغارات الإسرائيلية، أدانت مصر، الاثنين، التصعيد الإسرائيلي الذي وصفته بـ"الخطير" في لبنان، داعية مجلس الأمن الدولي إلى "التدخل الفوري".
وقالت وزارة خارجية مصر، في بيان على منصة "إكس": "تدين جمهورية مصر العربية التصعيد الإسرائيلي الخطير في لبنان والعمليات العسكرية الموسعة التي أدت إلى مقتل وإصابة المئات من اللبنانيين من بينهم أطفال ونساء"، مؤكدة على رفضها "التام لأي انتهاك لسيادة لبنان وأراضيه".
وشددت على أهمية "تحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، وإصدار قرار ملزم لإسرائيل من مجلس الأمن لوقف عدوانها على كل من الأراضي الفلسطينية واللبنانية بشكل فوري".
تفجير المنطقة
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الاثنين، "العدوان الإسرائيلي" على لبنان، معتبرة إياه "محاولة لتوسيع دائرة الحرب لتفجير المنطقة برمتها".
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان إنها "تدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان الشقيق وسيادته وأمن مواطنيه، وما يخلفه من شهداء ومصابين في صفوف المدنيين وتدمير للمرافق العامة والممتلكات".
واعتبرت "العدوان انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، ومحاولة لتوسيع دائرة الحرب والعدوان لتفجير المنطقة برمتها، بشكل يترافق مع استمرار حرب الإبادة والتهجير ضد شعبنا، وبما يخدم أهداف ومخططات اليمين المتشدد الحاكم في إسرائيل".
وتابعت: "فلسطين ومن خلال سفارتها في لبنان تعمل على تنفيذ توجيهات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة فتح كافة المستشفيات الفلسطينية واستنفار كل الطواقم الطبية في لبنان، سواء التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أو الموجودة في المخيمات، من أجل استقبال الجرحى وتقديم كل الدعم والمساندة لهم".
الأردن يتضامن مع لبنان
في السياق، دعا وزير الخارجية الأردني، الاثنين، إلى تحرك دولي ضد إسرائيل من أجل "لجم عدوانيتها" ووقف تصعيدها في المنطقة "قبل فوات الأوان"، وأعرب عن تضامن بلاده مع لبنان الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي هو الأعنف منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ودعا الصفدي في منشور عبر منصة "إكس" إلى "تحرك مجلس الأمن فوراً للجم العدوانية الإسرائيلية وحماية المنطقة من كارثية تبعاتها"، مشيراً إلى أن "عدوان إسرائيل على لبنان لم يكن ليحدث لولا العجز الدولي عن وقف عدوانها على قطاع غزة (المتواصل منذ 7 أكتوبر)".
وأوضح الوزير الأردني أن "إسرائيل تستمر في دفع المنطقة نحو هاوية حرب إقليمية شاملة، لأن المجتمع الدولي فشل في حماية قوانينه وقيمه". كما لفت إلى أن إسرائيل "تصعد حربها على لبنان خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تحدٍّ لها ولقراراتها التي طالبتها بوقف العدوان والتزام القانون الدولي".
طهران تحذر
وفي طهران، حذرت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل، الاثنين، من "تداعيات خطيرة" للضربات التي يشنها جيشها على مواقع لحزب الله في لبنان.
ودان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني "بشدة الهجمات الجوية الواسعة النطاق" التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان محذرا من التداعيات الخطيرة لما وصفها بـ"المغامرة الجديدة للصهاينة".
ووصف كنعاني الضربات الإسرائيلية بأنها "مجنونة"، منتقدا "بشدة الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة إلى إسرائيل"، وداعيا مجلس الأمن الدولي إلى "اتخاذ تدابير فورية" لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
تركيا تعلق
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية إن هجمات إسرائيل على لبنان تعد مرحلة جديدة في محاولاتها لجر المنطقة بأسرها إلى الفوضى.
وذكرت الوزارة في بيان، الاثنين، أن "الدول التي تدعم إسرائيل دون قيد أو شرط تساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سفك الدماء من أجل مصالحه السياسية".
وشدد البيان على "ضرورة اتخاذ المؤسسات المسؤولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، وخاصة مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي، الإجراءات اللازمة دون تأخير".
الكرملين قلق
في السياق، أعلن الكرملين اليوم أنه قلق للغاية من التصعيد العسكري بعد شن الاحتلال الإسرائيلي أعنف غارات على لبنان منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين إن "الوضع يتدهور كل يوم سريعاً. التوتر يتصاعد وكذلك عدم القدرة على معرفة مسار الأمور. هذا يشعرنا بقلق شديد".
"اليونيفيل" تحذر من التصعيد
فيما حذرت قوات حفظ السلام الأممية في لبنان "اليونيفيل"، الاثنين، من عواقب "بعيدة المدى ومدمرة" للتصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله في جنوب لبنان، على المنطقة كافة.
وقالت "اليونيفيل"، في بيان، "أي تصعيد إضافي لهذا الوضع الخطير يمكن أن يكون له عواقب بعيدة المدى ومدمرة، ليس فقط على أولئك الذين يعيشون على جانبي الخط الأزرق، ولكن أيضًا على المنطقة ككل".
وأعربت "اليونيفيل" عن قلقها البالغ على "سلامة المدنيين في جنوب لبنان وسط حملة القصف الإسرائيلي الأكثر كثافة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
وأشارت إلى تواصل جهودها "لتخفيف التوترات ووقف القصف في جنوب لبنان"، مجددة دعوتها "للتوصل إلى حل دبلوماسي"، كما حثت "جميع الأطراف على إعطاء الأولوية لحياة المدنيين وضمان عدم تعريضهم للأذى".
الأمم المتحدة تعرب عن قلقها
إضافة إلى ذلك، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء التوتر المتصاعد على الحدود بين إسرائيل ولبنان، ودعا إلى تجنب الحلول العسكرية. جاء ذلك في رسالة للأمين العام نقلها المتحدث باسمه ستيفان دوغاريك، يوم الاثنين، في مؤتمر صحفي حول التطورات في لبنان.
وأشار غوتيريش إلى أنه "قلق إزاء التوتر المتصاعد والخسائر في أرواح المدنيين على الحدود الإسرائيلية اللبنانية المعروفة باسم الخط الأزرق"، وأبدى أيضا قلقه بشأن سلامة موظفي الأمم المتحدة.
ودعا الأطراف إلى التركيز على خفض التوتر والتوصل إلى حل دبلوماسي، وقال: "الحل العسكري ليس الحل الذي سيجعل الطرفين أكثر أمانا"، مشدداً على أهمية حماية المدنيين، وعلى ضرورة إعطاء الأولوية للجهود الدبلوماسية.
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.