صادقت الحكومة الإسرائيلية، الاثنين 23 سبتمبر/أيلول 2024، بشكل مستعجل على إعلان "وضع طوارئ خاص" في الجبهة الداخلية بكل أنحاء البلاد لمدة أسبوع، وذلك بعد شن تل أبيب هجوماً هو الأعنف على لبنان منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّف مئات القتلى وأكثر من ألف مصاب.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، قالت إن الحكومة صادقت مساء الاثنين "في استطلاع هاتفي عاجل على اقتراح وزير الدفاع يوآف غالانت بإعلان وضع خاص في الجبهة الداخلية في جميع أنحاء البلاد حتى 30 سبتمبر (أيلول) الجاري".
وأوضحت أن "الوضع الخاص" يأتي على خلفية "محاولة اغتيال المسؤول الكبير في حزب الله علي كركي في الضاحية (الجنوبية) ببيروت".
وفي وقت سابق من مساء الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارة بشكل "موجه ومحدد" على بيروت، بينما أفادت إذاعته الرسمية بأن الهدف من وراء الهجوم هو القيادي البارز بـ "حزب الله" علي كركي.
وقالت إن كركي هو "الشخصية العسكرية الأبرز المتبقية في حزب الله بعد اغتيال فؤاد شكر وإبراهيم عقيل، وهو من أشرف على جميع تحركات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي وبلدات الشمال الإسرائيلي خلال كل أشهر الحرب".
ولم تذكر الإذاعة ما إن كان "كركي" قد أصيب في الهجوم.
ووفق "يديعوت أحرونوت" فإن "الإعلان عن وضع خاص على الجبهة الداخلية لا يؤثر على المواطنين، ولكنه موجه للجيش الإسرائيلي وهيئات الدولة إذا كانت هناك حاجة لاتخاذ قرار بشأن تغيير سريع للوضع".
من جانبها، قالت صحيفة "هآرتس" إن "من شأن مثل هذا الإعلان أن يوسع صلاحيات الجيش لإصدار تعليمات للجمهور الإسرائيلي، مما يسمح له بحظر التجمعات، وتقليص الدراسة، وإصدار تعليمات إضافية مطلوبة لإنقاذ الأرواح".
وتتزامن هذه التطورات مع عدوان إسرائيلي مستمر على جنوب لبنان، أسفر عن 274 قتيلاً بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وإصابة أكثر من ألف، جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت شرق وجنوب البلاد، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية.
ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" على لبنان منذ بدء المواجهات مع "حزب الله" قبل نحو عام، فيما أعلن متحدث الجيش دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي أن تل أبيب سوف تستهدف عمق البقاع شرقي لبنان.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار في المستوطنات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، إثر إطلاق "حزب الله" عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات.
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل؛ أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم في الجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.