أعلن حزب الله اللبناني مقتل قائدين عسكريين و14 مقاتلاً قُضوا في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024، في حين تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل عملية الاغتيال واتخاذ القرار من قبل رئيس هيئة أركان الاحتلال.
وفي بيانات منفصلة، نَعى حزب الله مساء الجمعة القائد العسكري إبراهيم عقيل مسؤول العمليات في حزب الله في الاستهداف الذي طال اجتماعاً للجنة قيادة الرضوان.
ويعدّ عقيل المسؤول الكبير الثاني في حزب الله الذي تغتاله إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت بعد فؤاد شكر، منذ فتح حزب الله جبهة مساندة لقطاع غزة إبان العدوان الإسرائيلي عليها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونعى حزب الله، حتى صباح السبت 21 سبتمبر، قيادي عسكري آخر، وهو أحمد محمود وهبي، الذي قاد العمليات العسكرية لقوة الرضوان بداية جبهة الإسناد في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى مطلع العام 2024، ليُعاود تصديه لمسؤولية وحدة التدريب المركزي بعد استشهاد الشهيد القائد وسام الطويل.
كما نعى حزب الله في بيانات متلاحقة، عدداً من المقاتلين، إثر التفجير في الضاحية حيث نعى كلاً من عارف الرز من بيروت، وعبد الله حجازي من بلدة حورتعلا في البقاع، وأحمد ديب من ميس الجبل، ومحمد العطاء من بلدة الشعَبين في القطاع، ومحمد رضا من بلدة عنقون، وكذلك حسن ماضي من بلدة ميدون، وجهاد خنافر.
عملية الاغتيال
في المقابل، بدأت وسائل إعلام إسرائيلية في نشر بعض التفاصيل التي جرت قبل عملية الاغتيال الجمعة وطريقة اتخاذ القرار.
الإذاعة الإسرائيلية ذكرت أن خطة الاغتيال تم تحديد موعدها ووضعت حيز التنفيذ في وقت قصير وصدّق عليها رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي.
كما أشارت الإذاعة إلى أن مصدراً استخباراتياً موثوقاً نقل معلومة بشأن اجتماع قادة فرقة الرضوان التابعة لحزب الله جعلت الجيش ينفذ عملية الاغتيال.
ووفقاً لقناة "كان" الإسرائيلية، فقد صدق هاليفي على اغتيال عقيل خلال لقائه مع قادة لواء الشمال صباح الجمعة.
من جانبه، قال مصدر أمني لبناني لقناة الجزيرة القطرية إن الغارة الإسرائيلية على الضاحية استهدفت لجنة قيادة الرضوان التابعة لحزب الله، مشيرا إلى أن أكثر من 20 شخصاً كانوا في الاجتماع المستهدف.
ويأتي الهجوم في ظل "موجة جديدة" من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع حزب الله "مرحلة جديدة".
وتمثلت ملامح هذا التصعيد في تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.