نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين الخميس 19 سبتمبر/أيلول 2024 أن واشنطن لا تتوقع اتفاقاً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس قبل نهاية ولاية الرئيس جو بايدن في يناير/كانون الثاني المقبل.
وأفاد مسؤولون رفيعو المستوى بالبيت الأبيض والخارجية والدفاع (البنتاغون) للصحيفة الأمريكية أن موافقة إسرائيل وحماس على وقف النار واتفاق إطلاق الأسرى قبل نهاية ولاية بايدن أمر غير متوقع.
المصادر أكدت أن نسبة السجناء الفلسطينيين الذين يجب على إسرائيل إطلاقهم لإعادة الأسرى الإسرائيليين نقطة شائكة رئيسية.
كما أضافت المصادر أن الهجوم الذي استمر يومين على حزب الله باستخدام أجهزة التفجير المتفجرة (البيجر) وأجهزة الاتصال اللاسلكي (ووكي توكي) وتلاه الضربات الجوية الإسرائيلية جعل إمكانية نشوب حرب شاملة أكثر احتمالا مما يعقد الجهود الدبلوماسية مع حركة حماس.
وقالت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم البنتاغون للصحفيين، الخميس، قبل نشر التقرير: "أستطيع أن أقول لكم إننا لا نعتقد أن الاتفاق ينهار".
مقترح إسرائيلي
جاءت هذه التطورات بعد وقت قليل من نشر وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل تعد مقترحا جديدا لاتفاق بشأن قطاع غزة ستقدمه إلى الوسطاء يقضي بإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة.
وتضمن المقترح الإسرائيلي بإعادة كل الأسرى مقابل خروج يحيى السنوار (رئيس المكتب السياسي لحماس) وآخرين من غزة عبر ممر آمن.
فيما قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جهاد طه، إن يحيى السنوار وقادة المقاومة لن يتركوا أرض المعركة، مشيرًا إلى أن مقترح الصفقة الإسرائيلية الجديد مناورة جديدة من قبل نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي).
وقبل أسبوعين، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه تم التوصل إلى 90% من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتحاول الولايات المتحدة والوسطاء من قطر ومصر منذ أشهر التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن هذه الجهود فشلت في جعل إسرائيل وحماس تبرمان اتفاقا نهائيا.
ويوجد عقبتان من الصعب تجاوزهما على الأخص، الأولى هي طلب إسرائيل الاحتفاظ بقوات في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) بين غزة ومصر، والثانية هي تفاصيل تبادل الأسرى الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
وتقول الولايات المتحدة إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد يخفف التوتر في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من اتساع الصراع.
وفي 31 مايو/آيار طرح الرئيس بايدن اقتراحا لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، وقال آنذاك إن إسرائيل وافقت عليه. ومع تعثر المحادثات، يقول المسؤولون منذ أسابيع إن اقتراحا جديدا سيطرح قريبا.
وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.