أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024 اغتيال إبراهيم عقيل القائم بأعمال رئيس وحدة الرضوان التابعة لجماعة حزب الله في غارة جوية قال إنها "دقيقة" على العاصمة اللبنانية بيروت، فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان إن 8 قتلوا و59 أصيبوا في عدد أولي بعد الضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن نحو عشرة من كبار قياديي حزب الله قتلوا إلى جانب إبراهيم عقيل قائد وحدة الرضوان التابعة للجماعة اللبنانية، وأضاف "هذه التصفية تهدف إلى حماية مواطني إسرائيل"، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد في المنطقة.
ويأتي هذا وسط تصاعد التوترات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي جراء سلسلة انفجارات لأجهزة الاتصال أوقعت قتلى وإصابات.
بدوره أفاد مراسل وكالة الأناضول أن الغارة تسببت في أضرار كبيرة في مبان جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت مضيفًا أن سيارات الإسعاف تعمل على نقل إصابات عدة من المبنى المستهدف بالغارة الإسرائيلية.
من هو إبراهيم عقيل؟
وخدم عقيل، المعروف أيضًا باسم تحسين، في "مجلس الجهاد"، وهو أعلى مجلس عسكري في "حزب الله"، وفق موقع "مكافآت من أجل العدالة" التابع للحكومة الأمريكية.
الموقع، الذي يسلم مكافآت لمن يقدم معلومات تساهم في القبض على الشخصيات المطلوبة لواشنطن، ذكر أنه "خلال الثمانينات من القرن الماضي، كان عقيل عضوًا رئيسيًا في تنظيم الجهاد الإسلامي، وهو أحد خلايا حزب الله، الذي تبنى تفجيرات استهدفت السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل/نيسان 1983، وتسببت آنذاك في مقتل 63 شخصًا".
كما تبنى هذا التنظيم كذلك الهجوم على ثكنات مشاة البحرية الأمريكية ببيروت، في أكتوبر/ تشرين الأول 1983، والذي أدى إلى مقتل 241 كادرًا أمريكيًا.
وفي عام 2015، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية عقيل كـ"إرهابي" بموجب الأمر التنفيذي 13582 "لقيامه بالعمل لصالح حزب الله أو نيابة عنه".
بعد ذلك، وفي 10 سبتمبر/ أيلول 2019، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية عقيل "إرهابيًا عالميًا مصنفًا بشكل خاص" بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدلة.
وفي إطار ذلك، عرض "برنامج مكافآت من أجل العدالة"، في أبريل 2023، مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار لمن يقدّم معلومات عن عقيل.
يأتي ذلك فيما ادعت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن عقيل "تولى قيادة قوة الرضوان في حزب الله بعد اغتيال (تل أبيب) وسام الطويل، قائد هذه القوة قبل بضعة أشهر".
وأضافت الهيئة أن عقيل، تولى مؤخرًا "منظومة العمليات الخاصة في حزب الله، كما كان مسؤولًا عن برنامج الأنفاق لدى الحزب".
انفجارات لبنان
وفي وقت سابق قتل 25 شخصًا، وأصيب 450 آخرين جراء موجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "أيكوم" في أنحاء لبنان. وجاءت هذه التفجيرات غداة تفجيرات مماثلة ضربت أجهزة المناداة الإلكترونية "بيجر"، وأدت إلى مقتل 12 شخصًا، بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 آخرين، منهم 300 بحالة حرجة.
دون إيضاحات عن الكيفية، حمّلت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن تفجيرات "بيجر" و"أيكوم"، وتوعدها الحزب بـ"حساب عسير".
وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، وتنصل مكتب رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة "إكس" ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة..