رصدت إسرائيل، الجمعة 20 سبتمبر/أيلول 2024، إطلاق أكثر من 150 صاروخًا من لبنان تجاه مستوطنات الشمال، ما تسبب في حرائق وإصابة شخص، فيما تساعد 4 طائرات إطفاء في عمليات السيطرة على مراكز الحرائق بينما أعلن "حزب الله" اللبناني استهداف المقر الرئيس للمخابرات الإسرائيلية في المنطقة الشمالية "المسؤولة عن الاغتيالات" بصواريخ كاتيوشا.
يأتي هذا غداة يوم ساخن من القصف المتبادل مع "حزب الله"، الذي أعلن شن 17 هجومًا على جنود ومواقع وآليات عسكرية ومستوطنات شمال الأراضي المحتلة حتى الساعة 19:30 "ت.غ" من يوم الخميس، تسبب بعضها في حرائق خاصة بالمطلة.
150 صاروخًا أطلق من لبنان
وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه "تم إطلاق حوالي 130 صاروخًا على الجليل والجولان في دفعتين خلال ساعة". وأضافت لاحقًا: "تم إطلاق حوالي 20 صاروخًا آخر في القصف الأخير على منطقة ميرون (شمال) حيث سقط معظمها في مناطق مفتوحة".
بدورها أشارت القناة 12 الإسرائيلية وهيئة البث العبرية أيضًا إلى رصد إطلاق 150 صاروخًا من لبنان. وقالت القناة 12: "في غضون دقائق تم إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان على الأراضي الإسرائيلية".
وفي وقت سابق الجمعة، تحدثت القناة عن اندلاع حرائق نتيجة إطلاق صواريخ من لبنان قرب مدينة صفد، بعدما ذكرت أن صفارات إنذار دوت في الجولان.
وأضافت أن مستوطنًا إسرائيليًا أصيب في هضبة الجولان السورية المحتلة بعد تضرر مركبته بشظايا صاروخ أطلق من لبنان، دون مزيد من التفاصيل.
من جهتها، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى سماع دوي اعتراضات في منطقة مدينة صفد.
وذكرت أن حريقًا اندلع بحديقة مدينة صفد، بينما نشرت وسائل إعلام صورًا لحرائق في مناطق متعددة شمال إسرائيل نتيجة سقوط صواريخ.
الهيئة أوضحت لاحقًا أن "4 طائرات إطفاء تساعد 9 فرق إطفاء في عمليات السيطرة على مراكز الحرائق التي اندلعت في صفد".
وأضافت: "بالإضافة إلى ذلك هناك عدة بؤر حريق في شمال هضبة الجولان".
وذكرت الهيئة أن الهجمات الصاروخية من لبنان تمت بعد وقت قصير من "هجمات للجيش الإسرائيلي في مناطق كفركلا وميس الجبل وعيترون جنوب لبنان".
وقبيل بدء الهجمات الصاروخية أشارت القناة 12 إلى أنه "عقب تقييم الوضع، ورهنا بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، أوعز الجيش الإسرائيلي إلى سكان كريات شمونة وصفد وروش بينا والمطلة، وكذلك إلى تجمعات سكانية في الجليل الأعلى ومرتفعات الجولان بالبقاء قرب المناطق المحمية".
وأضافت: "في الوقت نفسه، ومن أجل الحد من الحركة في المنطقة المهددة، صدرت أوامر بإجراء حواجز على الطرق في مرتفعات الجولان".
وفي السياق، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "في ظل التصعيد في الشمال، سيتم تأجيل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة لمدة يوم، وسيغادر الأربعاء".
وكان من المقرر أن يغادر نتنياهو الثلاثاء المقبل، ليلقي كلمة إسرائيل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة القادم، بحسب القناة 12 العبرية.
تصاعد التوترات على الجبهة الشمالية
وزادت حدة التوتر بين إسرائيل و"حزب الله" خلال اليومين الأخيرين، بعد مقتل 37 شخصًا، وإصابة آلاف، جراء انفجار أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "بيجر" و"أيكوم" في أنحاء لبنان.
وحمّلت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن تفجيرات أجهزة الاتصال، وتوعدها الحزب بـ"حساب عسير".
وتلتزم إسرائيل بصمت رسمي، فيما تنصل مكتب نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك، على منصة إكس، ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن تفجيرات الثلاثاء قبل أن يحذفه.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.