أعلن لبنان، مساء الخميس، 19 سبتمبر/ أيلول 2024، أنه يعتزم تقديم شكوى ضد تل أبيب في مجلس الأمن الدولي بعد تفجيرات الأجهزة اللاسلكية الثلاثاء والأربعاء، والتي راح ضحيتها 32 قتيلاً وأكثر من 3000 جريح.
وقالت الخارجية اللبنانية، في بيان، إن وزيرها عبد الله بوحبيب، أوعز إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى لدى مجلس الأمن "بعد العدوان الإسرائيلي الإرهابي السيبراني الذي يرقى إلى جريمة حرب على الشعب اللبناني الأعزل، وما خلفه من آلاف الضحايا".
فيما ذكرت رسالة من بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة اطلعت عليها رويترز أن تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية بخصوص أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي انفجرت هذا الأسبوع أظهرت أنها كانت ملغومة بمتفجرات قبل وصولها إلى البلاد.
ووفقاً للرسالة التي أرسلت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، توصلت السلطات أيضاً إلى أن الأجهزة، التي شملت أجهزة بيجر وأجهزة اتصال لاسلكية أخرى، تم تفجيرها عن طريق إرسال رسائل إلكترونية إلى الأجهزة.
والأربعاء، قتل 25 شخصًاً، وأصيب 450 آخرين جراء موجة تفجيرات ضربت أجهزة اتصال لاسلكية من نوع "أيكوم" في أنحاء لبنان.
وجاءت هذه التفجيرات غداة تفجيرات مماثلة ضربت أجهزة المناداة الإلكترونية "بيجر"، الثلاثاء، وأدت إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم طفلان، وإصابة نحو 2800 آخرين، منهم 300 بحالة حرجة.
وحمّلت الحكومة اللبنانية و"حزب الله" إسرائيل المسؤولية عن تفجيرات "بيجر" و"أيكوم"، وتوعدها الحزب بـ"حساب عسير".
وفي وقت سابق الخميس، طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، مجلس الأمن الدولي بالخروج بموقف "رادع" لإسرائيل يوقف "عدوانها" على لبنان خلال جلسة مقرر عقدها غدا الجمعة.
والأربعاء، أعلنت سلوفينيا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، أن المجلس قرر عقد اجتماع الجمعة، بطلب من الجزائر، لبحث تفجيرات أجهزة "البيجر" التي وقعت في لبنان، الثلاثاء، وتفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكي "أيكوم" التي وقعت الأربعاء.
وأدانت دول عديدة تفجير أجهزة الاتصال وأعربت عن تضامنها مع لبنان، فيما أكدت منظمات حقوقية دولية، بينها "هيومن رايتس ووتش"، أن مثل هذه التفجيرات تعرض حياة المدنيين للخطر وتنتهك قوانين الحرب.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.