أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الثلاثاء 17 سبتمبر/أيلول 2024، عدم الحاجة إلى بقاء قوات التحالف الدولي في بلاده، معتبرا أن القوات العراقية باتت قادرة على محاربة فلول تنظيم الدولة بمفردها.
السوداني قال في مقابلة مع وكالة بلومبرغ: "لا حاجة لبقاء قوات التحالف (في العراق) ولم تعد هناك مبررات" لذلك.
وأضاف: "انتقلنا من مرحلة الحروب إلى الاستقرار، ولم يعد داعش يشكل تحدياً حقيقياً" للعراق.
يذكر أنه قبل نحو أسبوعين، قال الجيش الأمريكي إن قوات تابعة له وأخرى عراقية نفذت غارة مشتركة ضد عناصر داعش غرب العراق أواخر أغسطس/ آب الماضي، حيث قتلت 14 مسلحًا، بينهم قادة كبار.
وآنذاك، أفادت وكالة أسوشيتد برس أن 7 أمريكيين أصيبوا في العملية.
في مقابلته مع بلومبرغ، اعتبر السوداني أن دور القوات العراقية في مثل هذه الغارات "أظهر أنها قادرة على مواجهة تنظيم داعش بمفردها".
وأضاف: "إنهم (القوات العراقية) يطاردون هؤلاء الأشخاص، ويعثرون عليهم ويقتلونهم. هذا هو النصر الذي حققناه، وهذا دليل على أن الأجهزة الأمنية وصلت إلى مستوى من القدرة التي كان يسعى إليها كل من الأمريكيين والعراقيين".
يشار إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بحوالي 2500 جندي في العراق، هم بقايا تحالف دولي شكلته وقادته منذ عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش.
ورغم أن التنظيم بات أضعف بكثير مما كان عليه قبل عقد عندما كان يسيطر على مدن ومحافظات رئيسية في العراق وسوريا، فإن مقاتليه لا يزالون ينشطون في كلا البلدين.
ويُعتبر وجود الجنود الأمريكيين وغيرهم من القوات الأجنبية في العراق أمراً حساساً في العراق، حيث يرغب العديد من المدنيين والسياسيين في رحيلهم.
مع ذلك، أعرب بعض المشرعين الأمريكيين عن قلقهم بشأن انسحاب عسكري كامل لقوات بلادهم من العراق، قائلين إن ذلك قد يتيح لتنظيم داعش إعادة تنظيم صفوفه أو يسمح لإيران المجاورة بزيادة نفوذها داخل العراق.
جدول زمني لانسحاب قوات التحالف
السوداني أشار في مقابلته مع بلومبرغ، إلى أنه يخطط للإعلان قريبًا عن جدول زمني لانسحاب قوات التحالف من العراق.
كما لفت إلى أنه ناقش هذه المسألة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما التقيا في واشنطن في أبريل/ نيسان الماضي، وأن البلدين توصلا إلى تفاهم بشأن الانسحاب.
كما قال وزير دفاعه ثابت العباسي، في تصريحات متلفزة هذا الشهر، إن القوات ستنسحب بحلول عام 2026.
من جهتها، تقول الولايات المتحدة إن المحادثات مع العراق بشأن انسحاب قوات التحالف "لا تزال جارية".
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية هذا الشهر إن حكومتي البلدين تعملان على "انتقال منظم" نحو "شراكة أمنية ثنائية دائمة".
إلى ذلك، أعرب السوداني لبلومبرغ عن ثقته بأن "العراق والولايات المتحدة سيواصلان التعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية حتى بعد انسحاب قوات التحالف".
وذكر إن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والتي تشهد منافسة بين الرئيس السابق دونالد ترامب وكامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، "لن تغير هذا التعاون".
وأضاف رئيس الوزراء العراقي: "سنتعامل مع أي إدارة أمريكية".
وساطة بين واشنطن وطهران
في سياق آخر، قال السوداني خلال المقابلة مع بلومبرغ، إن حكومته "تحاول استخدام علاقاتها الوثيقة مع كل من إيران والولايات المتحدة لتحسين العلاقات بينهما"، لكنه لم يوضح كيف سيتم ذلك.
وقد تفاقمت التوترات بين طهران وواشنطن منذ أن تبادلت إيران وإسرائيل إطلاق النار المباشر في أبريل الماضي.
وفي الآونة الأخيرة، اتهمت الولايات المتحدة إيران بإرسال صواريخ باليستية إلى روسيا لدعمها في حربها ضد أوكرانيا، وأعربت عن قلقها من أن موسكو تشارك التكنولوجيا النووية مع طهران.
وتطرق السوداني خلال المقابلة إلى الأوضاع في قطاع غزة، الذي يواجه حرباً إسرائيلية متواصلة للشهر الـ12 على التوالي.
كما أعرب عن أسفه للعواقب المترتبة على الحرب في غزة، وقال إن الشرق الأوسط يمر بمرحلة "خطيرة".
فيما جدد دعم حكومته للشعب الفلسطيني وانتقادها لإسرائيل.
وقال في إشارة إلى إسرائيل، وهي دولة لا تربطها بالعراق علاقات رسمية: "نواجه جهة لا تعترف بالنظام الدولي بكل اتفاقياته ومعاهداته".
لا مكاتب لحماس والحوثي بالعراق
في هذا السياق، نفى السوداني مزاعم أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قبل أيام بأن حركة حماس وجماعة الحوثي افتتحتا مكاتب لهما في بغداد.
وقال: "لا توجد مكاتب رسمية من هذا النوع هنا". لكنه استدرك أن هذه الجماعات "قد يكون لديها مسؤولون في العراق"، دون توضيحات أخرى.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت ما يزيد على 136 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.