أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول 2024 إن موظفين بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قتلوا في "المجزرة" التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، عبر قصفه مدرسة "الجاعوني" في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقال المكتب في بيان، إن جيش الاحتلال ارتكب "مجزرة وحشية فظيعة في مخيم النصيرات حيث قصف مدرسة الجاعوني التابعة للأونروا بالطائرات المقاتلة، والتي يتواجد فيها أكثر من 5 آلاف نازح".
وأضاف: "راح ضحية هذه المجزرة الجديدة 14 شهيدًا، بينهم موظفون في وكالة الغوث الدولية"، فضلا عن عدد آخر من الإصابات.
كما لفت المكتب إلى أن هذه المجزرة تعد "رقم 47 التي يرتكبها الاحتلال خلال حرب الإبادة الجماعية في مخيم النصيرات للاجئين الذي يقطنه حاليًا أكثر من ربع مليون إنسان من أهالي المخيم والنازحين إليه".
وذكر أن "الاحتلال قصف منذ بدء حرب الإبادة أكثر من 18 مدرسة ومركزا للنزوح والإيواء داخل مخيم النصيرات للاجئين" وأدان المكتب "ارتكاب الاحتلال لهذه المجزرة الجديدة والمجازر المتواصلة ضد المدنيين والأطفال والنساء".
كما طالب كل دول العالم ب "إدانة هذه الجرائم المستمرة ضد النازحين وضد المدنيين".
وحمّل إسرائيل والإدارة الأمريكية "كامل المسؤولية عن استمرار جريمة الإبادة الجماعية ومواصلة ارتكاب هذه المجازر ضد المدنيين في غزة".
كما طالب المكتب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية ب "الضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في غزة".
مجزرة الاحتلال في النصيرات
وفي وقت سابق، أفاد شهود عيان، بأن طائرات حربية للاحتلال استهدفت مدرسة "الجاعوني"، وأن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تعمل على انتشال الجثامين والمصابين.
وخلال الشهور الماضية، استهدفت إسرائيل العديد من المدارس التي تؤوي نازحين، مرتكبة مجازر بحق المدنيين بداخلها، وخاصة من النساء والأطفال.
ومنذ بداية حرب الاحتلال على غزة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر؛ حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادًا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خيامًا في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ بدء الحرب، مليوني شخص من أصل 2,3 مليون إجمالي السكان.
وبدعم أمريكي مطلق يشن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 136,000 قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10,000 مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.