قالت صحيفة واشنطن بوست، الأحد 8 سبتمبر/أيلول 2024، إن جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار بغزة، تعثرت مرة أخرى، ونقلت عن مصادر أن المسؤولين الأمريكيين أرجؤوا إلى أجل غير مسمى تقديم مقترح الصفقة النهائي لإسرائيل وحركة حماس..
الصحيفة أوضحت أن جهود بايدن التي استمرت شهوراً للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة، انقلبت رأساً على عقب مرة أخرى خلال الأيام الماضية، ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم يعيدون تقييم الخطوات التالية بعد أن كانوا يأملون في البداية تقديم المقترح للجانبين في الأيام الماضية.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، إن تقديم حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع "طلبا جديدا" يتعلق بالأسرى الفلسطينيين جعل التوصل للاتفاق معقدا.
فرص بايدن بإنهاء الحرب ضئيلة
بحسب الصحيفة، فإن فرص بايدن في إنهاء الحرب على غزة وإعادة باقي الأسرى الإسرائيليين إلى ديارهم قبل مغادرته منصبه تبدو بعيدة أكثر من أي وقت مضى، مما يزيد من احتمال انتهاء فترة ولايته دون التوسط لإنهاء الصراع الذي اجتاح عامه الأخير في منصبه ويهدد بتشويه إرثه.
إلى ذلك، يخشى المفاوضون على نحو متزايد أن لا إسرائيل ولا "حماس" لديهما الدافع الحقيقي للتوصل إلى اتفاق، ويقول مسؤولون في البيت الأبيض وأعضاء في الكونغرس ودبلوماسيون إن وقف إطلاق النار يشكل انفتاحاً ليس فقط لمعالجة الوضع الإنساني المأساوي في غزة وإطلاق سراح الأسرى المتبقين، بل وأيضا لتجنب حرب إقليمية أوسع نطاقا.
واعتبر مسؤول أمريكي طلب حماس بشأن تبادل محتجزين مدنيين مقابل مسلحين فلسطينيين محكومين بالمؤبد بأنه "كان ساما"، وفق تعبيره.
في الإطار، يعد السؤال الأكبر والأكثر إلحاحاً الذي يخيم على المحادثات هو عدد الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة من بين نحو 100 رهينة في غزة.
المسؤولون الأمريكيون ناقشوا اتهام نتنياهو علنا بعرقلة مقترح الصفقة
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تم العثور على جثث ستة أسرى إسرائيليين، الأمر الذي أشعل فتيل مظاهرات حاشدة في إسرائيل ضد نتنياهو، الذي يعتقد العديد من الإسرائيليين أنه لا يبذل جهداً كافياً للتوصل إلى اتفاق.
الصحيفة قالت إن "بعض مستشاري بايدن يريدون منه أن يفرض المزيد من الضغوط على نتنياهو، الذي اتهمه المسؤولون الإسرائيليون بتخريب المفاوضات".
حيث أشارت إلى "نقاش جرى في أروقة البيت الأبيض حول ما إذا كان ينبغي الإعلان بأن نتنياهو عقبة رئيسية أمام الاتفاق، لكن هذا أصبح احتمالا بعيدا عقب مقتل الرهائن الستة"، وفقا لعدة أشخاص مطلعين على المناقشات.
وفي 2 يوليو/تموز 2024، وافقت حماس على مقترح بشأن وقف دائم لإطلاق النار بغزة، وكانت لدى الحركة مطالب أخرى، اعتقد المسؤولون الأمريكيون في حينها بأنها قد تتحقق، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أن كل ذلك انقلب رأساً على عقب في 27 من الشهر ذاته، عندما تقدم نتنياهو بمجموعة من المطالب الجديدة التي أعاقت المحادثات مرة أخرى.
وكان من أبرز الشروط الجديدة لنتنياهو، بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، وهي القضية التي لم تكن في السابق جزءاً من المفاوضات، وبعد أيام، نفذت إسرائيل غارة جوية أسفرت عن مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، وهو ما أدانه المسؤولون الأمريكيون سراً باعتبار ذلك غير مفيد للمحادثات، لأن هنية كان يلعب دوراً مهماً في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية، نقلت عن مصادر بأن الإدارة الأمريكية أطلقت على مقترح الصفقة الذي تتم صياغته اسم "الفرصة الأخيرة".
وقالت الهيئة الإسرائيلية إن المقترح الأمريكي الجديد قد يُعرض غدا أو خلال الأيام القليلة المقبلة.
وبخصوص محتوى مقترح التسوية الأمريكي، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه يتضمن كل النقاط الخلافية وعلى رأسها محور فيلادلفيا.
كما أضافت أن الإدارة الأمريكية تعبر عن أملها بالتوصل إلى صفقة "على الأقل إعلاميا".
لكن الهيئة الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين مطلعين قولهم إن هناك أجواء تشاؤم بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة، ومع ذلك فإن المقترح سيقدم على أي حال.