حذّر الجنرال الإسرائيلي السابق إسحق بريك، الثلاثاء 3 سبتمبر/أغسطس 2024، من أن إسرائيل هي التي ستنهار وليس حماس إذا استمرت الحرب على غزة، مشيراً إلى أن الجيش يضعف يوماً بعد يوم، ولن يكون قادراً على القيام بعملياته في المستقبل القريب.
جاء ذلك في مقال على صحيفة "هآرتس"، بعنوان: "ليست حماس هي التي تنهار، بل إسرائيل".
في مقاله قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إن بعض الأشخاص يزعمون أن سحب القوات من غزة بعد توقيع صفقة تبادل الأسرى مع حماس، سيكون بمثابة هزيمة واستسلام، ويعتقدون أن الانسحاب سيتسبب بهجوم آخر على غرار 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "متوقعين إصابات تقارب 10 أضعاف ما تعرضنا له في ذلك اليوم".
لكن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، شدد على أن هذه المزاعم تستند إلى سوء فهم جوهري لما يجري بغزة، وتغذيها المبالغات التي تنشرها المستويات السياسية والعسكرية لتبرير أفعالها، وكسب الدعم الشعبي لمواصلة الحرب الفاشلة.
وأضاف بريك أن "أولئك الذين يزعمون أن وقف الأعمال القتالية يعني هزيمتنا واستسلامنا، هم الذين يدفعون المؤسسة العسكرية إلى الانهيار والدولة إلى السقوط".
حيث أكد أن أهداف الحرب المحددة بـ"القضاء على حماس"، و"تحرير كل الرهائن بالضغط العسكري" لم تتحقق، "وإذا واصلنا القتال في غزة من خلال الغارات المتكررة على نفس الأهداف، فلن ننجح في إسقاط حماس، بل سننهار نحن أنفسنا".
"الجيش الإسرائيلي يضعف يوماً بعد يوم"
بحسب بريك فإنه "في المستقبل القريب لن نكون قادرين على تنفيذ هذه الغارات المتكررة، لأن الجيش الإسرائيلي يضعف يوماً بعد يوم، وعدد القتلى والجرحى بين جنودنا يرتفع".
كما أشار إلى أن حركة حماس، قامت بالفعل بتجديد صفوفها بشبان تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاماً.
فيما نوه إلى أن جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي بدأوا برفض إعادة استدعائهم، كما أن الجنود النظاميين يشعرون بالإرهاق وبفقدان مهاراتهم بسبب افتقارهم إلى التدريب.
إلى ذلك، قال بريك إن اقتصاد إسرائيل وعلاقاتها الدولية وتماسكها الاجتماعي، تضررت بسبب حرب الاستنزاف مع حركة حماس وحزب الله، مشدداً على أن الحرب في الجبهة الشمالية ستستمر طالما بقي الجيش في غزة.
ولفت إلى أن الحاجة إلى تركيز القوات على جبهات أخرى – لبنان أو الضفة الغربية، ستجبر وزارة الجيش على سحب القوات من غزة، ونقلها إلى نقاط اشتعال مختلفة، لأنه لا تملك قوة كافية لخوض حرب متعددة الجبهات.
حماس ستبقى مسيطرة
وكرر أنه سيأتي اليوم الذي لن يكون فيه الجيش الإسرائيلي قادراً على البقاء في قطاع غزة، لأن حماس ستبقى مسيطرة هناك، سواء في مدينة الأنفاق تحت الأرض الممتدة لمئات الكيلومترات، أو فوق الأرض.
كما أشار إلى أن عدد الأنفاق التي دمرها الجيش الإسرائيلي، قليلة للغاية، والأمر ينطبق أيضاً على تلك التي تحت ممرات فيلادلفيا ونيتساريم، حيث تستخدمها حماس لدفع الأسلحة من سيناء إلى قطاعات غزة الشمالية والجنوبية.
ورأى أن هذا الوضع لن يتمكن الجيش الإسرائيلي من مواجهته، أو إنهائه.
وأضاف أنه "إذا اضطر الجيش الإسرائيلي إلى وقف غاراته بسبب ضعفه، أو إذا قام بنقل القوات إلى مناطق أخرى، فإن أعداءنا سيعلنون بفرح كبير أن الجيش الإسرائيلي استسلم وغادر غزة".
الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، أكد من مقاله، أنه من الأفضل حل المشكلة قبل تفاقمها، والموافقة على صفقة تبادل أسرى، قد تكون هي الطريقة الوحيدة لإعادتهم.
كما أكد على ضرورة وقف الحرب على غزة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى وقف القتال مع حزب الله، وتقليل فرص نشوب حرب إقليمية متعددة، الجيش الإسرائيلي غير مستعد لها تماماً.