كشفت منظمة "أنيرا" الخيرية الأمريكية، 30 الجمعة، أغسطس/ آب 2024، أن الجيش الإسرائيلي استهدف قافلة إغاثية تابعة لها في قطاع غزة، رغم وجود تنسيق مسبق، ما أسفر عن مقتل العديد من موظفي شركة نقل كانت توصل المساعدات.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مديرة منظمة "أنيرا" في الأراضي الفلسطينية ساندرا رشيد، قولها إن "القافلة كانت تحمل إمدادات طبية ووقوداً إلى مستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في غزة".
ووصفت الهجوم بأنه "حادث مروع".
وأردفت رشيد: "القافلة، التي نسقتها أنيرا، ووافقت عليها السلطات الإسرائيلية، ضمت موظفا في المنظمة، لم يُصب بأذى لحسن الحظ".
وقالت: "وبشكل مأساوي، قتل في الهجوم العديد من الأفراد، وجميعهم يعملون لدى شركة النقل التي نعمل معها، وكانوا في المركبة الأولى من القافلة".
ولم يتضح كم عدد الأشخاص الذين قتلوا وما هي جنسياتهم.
وأوضحت رشيد، أن شركة النقل تعمل على إعداد تقرير عن الحادث، وأن أنيرا ستنشر تفاصيل إضافية في وقت لاحق.
وشددت على أنه "رغم هذا الحادث المدمر، تمكنت المركبات المتبقية في القافلة من الاستمرار وتسليم المساعدات بنجاح إلى المستشفى".
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان مساء الخميس، أن القافلة التي نظمتها منظمة "أنيرا" غير الحكومية بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية دخلت جنوبي مدينة رفح، الخميس.
وزعم البيان أن الجيش "استهدف مسلحين استولوا على المركبة الأولى في القافلة".
وقال إنه "بعد الاستيلاء، وبعد مزيد من التأكد من أنه لا يمكن مهاجمة سوى مركبة المسلحين، تم تنفيذ هجوم عليهم"، بحسب ادّعائه.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن ضربته "أزالت التهديد" على القافلة، التي وصلت إلى وجهتها وفقا للخطة.
من جانبها، قالت حركة "حماس"، إن استهداف الجيش الإسرائيلي لقافلة مساعدات إنسانية تتبع لإحدى المؤسسات الإغاثية الأمريكية العاملة في قطاع غزة، "جريمة حرب متعمدة".
وأضافت الحركة، أن هذا الاستهداف، الذي أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين، جاء رغم حصول المؤسسة "على تنسيق مسبق من الجيش الإسرائيلي".
وأوضحت أن هذا الاستهداف "جريمة حرب متكررة تمت بشكلٍ متعمد، بهدف دفع الهيئات الإنسانية إلى وقف أنشطتها الإغاثية لشعبنا، تطبيقاً لجريمة الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها ضد شعبنا في قطاع غزة منذ حوالي 11 شهرا"، كما جاء في البيان.
ونددت الحركة بزعم الجيش أن "عمال الشركة التي تنقل المساعدات كانوا مسلحين".
وقالت: "ادعاء كاذب يستخدمه دائماً في تبرير جرائمه المفضوحة بحق عمال الإغاثة والمؤسسات الإنسانية".
وطالبت حماس، "المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة الإجرام الصهيوني المتكرر والمتعمد بحق شعبنا وبحق المؤسسات الإغاثية"، داعية إياهم بـ"اتخاذ إجراءات عقابية تردع الكيان عن مواصلة جرائمه في غزة".
كما طالبت الإدارة الأمريكية بـ"التوقف عن التستر على جرائم الاحتلال، ومنها جريمة استهداف مؤسسة إغاثية أمريكية تعمل في غزة".
وجاء الهجوم بعد تعرض مركبة ضمن قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، لإطلاق نار قرب نقطة تفتيش إسرائيلية مساء الثلاثاء، علقت على إثرها المنظمة الأممية أنشطتها في غزة "حتى إشعار آخر".
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.