15 جنديًّا من مظلّيّ الاحتلال يرفضون العودة لغزة.. و”بينيت”: حكومة نتنياهو تدفع الإسرائيليين للهجرة

عربي بوست
تم النشر: 2024/08/30 الساعة 20:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/08/30 الساعة 20:42 بتوقيت غرينتش
جنود من جيش الاحتلال في قطاع غزة / الأناضول

رفض 15 جندياُ إسرائيلياً من لواء المظليين، العودة للمشاركة في الحرب على قطاع غزة، فيما حذر رئيس وزراء إسرائيل السابق نفتالي بينيت، الجمعة، 30 أغسطس/ آب 2024، من أن سياسات حكومة بنيامين نتنياهو دفعت العديد من الإسرائيليين إلى التفكير في الهجرة.

وقالت القناة "12" الإسرائيلية: "تم استدعاء 15 مظليا من لواء المظليين الذين أنهوا خدمتهم هذا الأسبوع في مدينتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب)، للعودة مرة أخرى ولكنهم رفضوا".

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن الفرقة 98 استكملت عملياتها العسكرية في منطقتي خان يونس ودير البلح بقطاع غزة، بعد نحو شهر على إطلاقها.

وأضافت القناة الإسرائيلية أن "من الأمور التي تصاحب انتهاء عمليات الفرق هو استنزاف الجنود فيغادرون للحصول على فترة راحة".

وتابعت: "يحاول الجيش التعامل مع مشكلة الاستنزاف، لكن من الواضح للجميع أن هذا حدث حساس قد يؤثر في مزيد من الوحدات والجنود".

وأردفت: "في هذه الأثناء، مطلوب من القادة إجراء حوار منتظم مع الجنود، والعمل في الوقت نفسه على حلول إضافية وأفقية من شأنها دعم القوات".

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، استدعت الحكومة الإسرائيلية أكثر من 350 ألف جندي احتياط للمشاركة في الحرب على غزة.

ومنذ ذلك الحين، خضع أمر الاستدعاء للتمديد عدة مرات، كان آخرها اليوم الجمعة.

سياسات حكومة نتنياهو 

من جانبه، قال بينيت، عبر حسابه على منصة إكس: "قبل هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (الذي شنته فصائل فلسطينية بغزة على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية للقطاع)، كان جزء من الجمهور (الإسرائيلي) يشعر بأن الحكومة تكرهه، إلا أن الهجوم تسبب في ظاهرة معاكسة، وهي النضال من أجل البلاد"، وفق حديثه.

وأضاف مستدركا: "لكن مع مرور الشهور، عاد اليأس يتسلل إلى نفوس قطاعات واسعة من الإسرائيليين حيث أدت سياسات الحكومة إلى جعلهم يفكرون بالهجرة الدائمة".

وتساءل مستنكراً: "لماذا وزراء الحكومة مشغولون بأنفسهم ليل نهار، ولا يتوقفون عن الشجار مع بعضهم، وتشويه سمعة قادة الجيش الإسرائيلي؟".

كما تساءل مستنكراً: "لماذا هناك قطاع كامل من الإسرائيليين (في إشارة للمتدنيين اليهود) لا يتجند في الجيش؟ وكيف جعلتنا حماس نبدو غير كفوئين؟".

ولفت بينيت الانتباه إلى "تفاقم الإحباط في صفوف الإسرائيليين"، مشيرًا إلى أن شعورًا عامًا يسود بينهم بأن "الحكومة تتعمد اتخاذ قرارات تهدف إلى إلحاق الأذى بشريحة واسعة من الشعب".

وتواجه حكومة نتنياهو انتقادات داخلية شديدة على خلفية الإخفاق في تحقيق أهدافها المعلنة للحرب على غزة، وخاصة القضاء على حركة حماس، فيما يتهم قطاع كبير من الإسرائيليين وسياسيو المعارضة رئيس الوزراء بالتضحية بالأسرى في غزة ومواصلة الحرب من أجل مصالحه السياسية.

وأضاف بينيت أن السياسات الحالية تساهم في تفاقم الأزمات بدل حلها، معتبرا أن "الفشل في إدارة الأزمة الأمنية والاقتصادية أدى إلى شعور بالانهيار وانعدام الأمل".

وتراجعت مؤشرات الاقتصاد الإسرائيلي على خلفية الحرب على غزة المتواصلة للشهر الـ11، إذ بلغ عجز الميزانية في الشهور الـ12 المنتهية في يوليو/ تموز الماضي 8.1 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، أو ما يعادل 42 مليار دولار، فيما خفضت وكالة "فيتش" التصنيف الائتماني لإسرائيل درجة واحدة، من (A+) إلى (A).

رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت/رويترز

كما أشار بينيت إلى أن "عشرات الآلاف من الإسرائيليين من مناطق الشمال يعيشون لاجئين"، منتقدًا عدم وجود خطط حكومية لإعادتهم إلى منازلهم.

وبحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال (الجبهة مع لبنان) والجنوب (الجبهة مع غزة) منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.

واعتبر بينيت أن حكومة نتنياهو "تتجاهل بشكل كبير التحديات الداخلية وتفشل في تقديم الحلول اللازمة لمشاكل السكن والأمن والاقتصاد".

وفي وقت سابق الجمعة، نشرت صحيفة "معاريف" العبرية الخاصة استطلاعًا أظهر أن 49٪ من الإسرائيليين يعتقدون أن بينيت هو الأفضل لرئاسة الحكومة، مقابل 35٪ يفضلون نتنياهو للمنصب ذاته، لكن بينيت لم يعلن رسميا عودته للتنافس السياسي.

وأوضحت الصحيفة أن ظهور حزب جديد برئاسة رئيس الوزراء اليميني السابق بينيت قد يغير توزيع المقاعد في البرلمان بشكل كبير.

وذكرت أن الحزب الجديد برئاسة بينيت سيحصل على 23 مقعدا من إجمالي 120، فيما سيحصل حزب الليكود برئاسة نتنياهو على 19 مقعدا فقط.

وشغل بينيت منصب رئيس وزراء إسرائيل بين 13 يونيو/ حزيران 2021 و30 يونيو 2022.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

تحميل المزيد