دار نقاش حاد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، حول مسألة بقاء الجيش في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الجمعة، 30 أغسطس/آب 2024، إن نتنياهو فاجأ مساء الخميس، المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، بطرح مسألة بقاء الجيش في "فيلادلفيا" للتصويت، والتي حظيت بمصادقة المجلس.
ونقلت الصحيفة عن غالانت، قوله بسخرية خلال نقاش "الكابينت" حول العرض: "يمكن لرئيس الوزراء (نتنياهو) اتخاذ جميع القرارات ويمكنه أيضاً أن يقرر قتل جميع الرهائن".
وذكرت أن غالانت، انتقد عرضاً قدمه نتنياهو خلال الاجتماع لخرائط محور فيلادلفيا، قائلاً: "لقد فرضت الخرائط على الجيش الإسرائيلي".
وتسبب ذلك في إثارة غضب نتنياهو الذي قال بصوت يصل إلى حد الصراخ: "لست مستعداً لسماع ذلك"، بينما طالب بعرض الخرائط على مجلس الوزراء للموافقة عليها، وفق الصحيفة.
وقال نتنياهو لغلانت، وفق الصحيفة، إنه يحاول "فرض موقفه على موقف أساسي في المفاوضات".
وأكد أن "الافتراض العملي لوزير الحرب، بأن عدم التوصل إلى اتفاق سيؤدي إلى اشتعال المنطقة، غير صحيح، خاصة بعدما حظيت الخطة بموافقة الأمريكيين (خطة بقاء الجيش في فيلادلفيا)"، على حد زعمه.
وقالت الصحيفة: "ادعى نتنياهو، أن غالانت، يبعث في الواقع رسالة إلى حماس مفادها أن عليها الضغط بشأن قضية فيلادلفيا حتى تتراجع إسرائيل".
كما نقلت الصحيفة عن مصادر حضرت الجلسة (لم تسمها)، قولها: "ارتكب غالانت خطأ ولهذا السبب اصطف الجميع ضده".
وأضافت المصادر: "كان هذا أصعب صراع يمكن تذكره بين نتنياهو وغالانت. نتنياهو عزل غالانت تماماً، في مثل هذه الحالات، يمكن لوزير الحرب أن يسلم المفاتيح (يستقيل)".
وفي السياق، نقلت الصحيفة عن مصادر في مكتب نتنياهو (لم تسمها)، إن "إقالة غالانت ليست على جدول الأعمال، وإذا اختار وزير الجيش الاستقالة، فهذا شأنه".
وقال وزيران شاركا في اللقاء، وفق الصحيفة: "غالانت فقد السيطرة تماماً، ولا يمكن لوزير الحرب أن يفقد أعصابه في مناقشة مجلس الوزراء".
ونقلت الصحيفة عن غالانت، قوله إنه "أعطى الأولوية لحياة الرهائن (الأسرى في غزة) على البقاء في فيلادلفيا لـ6 أسابيع في صفقة الرهائن".
وأضافت أن "غالانت الذي دخل في شجار مع رئيس الوزراء، أوضح أن الجيش لديه خيار العودة إلى أي مكان بعد المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تستغرق 6 أسابيع، وأنه لن يتم حفر أي نفق خلالها".
وخلال الأشهر الماضية، شهدت العلاقة بين نتنياهو وغالات توتراً حول عدة قضايا آخرها مسألة بقاء الجيش في محور "فيلادلفيا".
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فإن غالانت يدعم إبرام اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة، حتى لو أدى ذلك لانسحاب الجيش من محور "فيلادلفيا"، مجادلا بإمكانية العودة للمحور في أي وقت.
ومساء الخميس، تبنى "الكابينت" رسمياً موقف نتنياهو، بـ"تأييد 8 وزراء للقرار، ومعارضة غالانت، وامتناع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، عن التصويت".
ومنذ أشهر، تتوسط قطر ومصر في مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، فيما تدعم الولايات المتحدة هذه الجهود عبر اتصالات ولقاءات مع مسؤولين إسرائيليين ومصريين وقطريين.
وتُصر إسرائيل على استمرار سيطرتها العسكرية على فيلادلفيا ونتساريم، بينما تتمسك حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من قطاع غزة، ضمن أي اتفاق لوقف الحرب وتبادل أسرى.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرباً على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.