أعلنت منظمة الصحة العالمية، الخميس، 29 أغسطس/ آب 2024، عن تعهد الاحتلال الإسرائيلي بـ"التزام أولي" بهدن إنسانية في مناطق محددة خلال حملة تطعيم ضد فيروس شلل الأطفال، المقرر أن تبدأ في الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، في قطاع غزة.
وقال ريتشارد بيبيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مؤتمر صحفي افتراضي من قطاع غزة، "من الأهمية بمكان الآن أن نصل إلى تغطية التطعيم ضد الشلل بـ90٪ من أطفال القطاع".
وأشار بيبيركورن، إلى أن الحملة ستُجرى على جولتين.
كما رحب المسؤول الأممي "بالالتزام الأولي بهدن إنسانية تمهيدية في مناطق محددة خلال الحملة".
وحث جميع الأطراف على السماح للأطفال والأسر بالوصول بأمان إلى المرافق الصحية وكذلك العاملين في التوعية الصحية المجتمعية أثناء فترة الهدنة، وضمان حصول الأطفال الذين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق الصحية على لقاح شلل الأطفال.
ووفقًا لبيبيركورن، فإن الهدنة الإنسانية المتفق عليها مع وحدة الشؤون الإنسانية التابعة للجيش الإسرائيلي (COGAT) تشمل هدنة لـ3 أيام في المنطقة الوسطى من غزة، تليها هدنة لـ3 أيام في المنطقة الجنوبية، ثم هدنة أخرى لـ3 أيام في المنطقة الشمالية.
وفي منشور له على حساب الأمم المتحدة عبر منصة إكس، أوضح بيبيركورن، أن "وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والشركاء ستعطي أكثر من 640 ألف طفل دون 10 سنوات جرعتي تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة".
وأشار إلى أن "حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة تبدأ في الأول من سبتمبر المقبل".
من جهتها، نقلت القناة "12" الخاصة عن مسؤول في منظمة الصحة العالمية وصفته بـ"الكبير"، لم تسمه، قوله إنّ "تل أبيب التزمت بوقف الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار في مناطق محددة بقطاع غزة (لم يحدد التاريخ والمدة)، بهدف التطعيم بلقاح شلل الأطفال".
جاء ذلك بعد أن قال ممثل "الصحة العالمية" بفلسطين بيبيركورن، إن المؤسسات المعنية ستعطي أكثر من 640 ألف طفل دون 10 سنوات جرعتي تطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.
والأربعاء، قالت القناة 13 العبرية، إن إسرائيل وافقت على طلب أمريكي بشأن "هدنة مؤقتة" بهدف التطعيم، إلا أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفى ذلك للقناة، وقال إن الحديث يدور عن تخصيص أماكن محددة لأخذ اللقاحات.
وفي 16 أغسطس/ آب الجاري، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة إنسانية لـ7 أيام، من أجل تنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل، أيدتها مباشرة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" آنذاك.
وجاءت هذه الدعوة عقب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس شلل الأطفال في قطاع غزة لطفل عمره 10 شهور.
وعلى مدار أشهر الحرب، حذرت منظمات صحية وحقوقية من انتشار وتفشي الأمراض والأوبئة في القطاع جراء نقص الأدوية والتطعيمات، والظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يمر بها النازحون.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي ظل هذه الحرب، التي تواصلها تل أبيب في تجاهل تام لمناشدات المجتمع الدولي، يواجه الأطفال في غزة أوضاعاً مأسوية، تشمل الحرمان من التعليم، وسوء التغذية الحاد، وعدم تلقي اللقاحات الضرورية، ما يهدد أوضاعهم الصحية مستقبلاً.