أعلنت إسرائيل الاثنين 26 أغسطس/آب 2024، أنها ستبدأ في تمويل الجولات الاستيطانية المنظمة لاقتحام الحرم المقدسي الشريف بـ"المسجد الأقصى"، وذلك لأول مرة، بهدف "تعزيز الرواية اليهودية" حول الموقع.
وبحسب ما نقله موقع جيروزاليم بوست عن هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11")، فإنه سيتم تخصيص مبلغ مليوني شيكل من ميزانية مكتب وزير التراث عميحاي إلياهو، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى إلى ترسيخ رواية الاحتلال من خلال الاقتحامات "الإرشادية" التي تستهدف عشرات آلاف اليهود والسياح الأجانب.
ونقلت "كان 11" عن الوزارة أن "الغرض من هذه الزيارات هو ترسيخ وتدعيم البلدة القديمة" في القدس المحتلة، في إشارة إلى تهويدها، حيث من المتوقع أن تبدأ هذه الجولات خلال الأسابيع القادمة.
ومن المقرر أن تشمل الإرشادات والمضامين التي سيتم تمريرها خلال هذه الاقتحامات المنظمة للمسجد الأقصى، وفقًا للوزارة، استعراض "للتراث اليهودي في جبل الهيكل (الحرم القدسي)، بطرح تاريخي نقي خالٍ من الحقائق البديلة".
إلى ذلك، كشفت "كان 11" أن المدير العام لوزارة التراث، إيتي غرنك، توجه إلى المدير العام لمكتب بن غفير للحصول على موافقة الشرطة على تنظيم الاقتحامات للحرم القدسي الشريف.
وردًا على ذلك، أكد نائب قائد منطقة القدس، موافقة الشرطة على تنظيم الاقتحامات الممولة من قبل حكومة الاحتلال.
من جهتها، قالت الشرطة التي تتبع لوزارة إيتمار بن غفير، إنه "سيتم تنظيم هذه الزيارات في إطار الزيارات المعتادة التي تُجرى في منطقة جبل الهيكل، ووفقًا للقواعد السارية للزيارة في الموقع".
بناء كنيس يهودي
وأثار المتطرف بن غفير الجدل اليوم الإثنين بعدما شكّك في الوضع القائم في باحات المسجد الأقصى، مبديًا تأييده بناء كنيس في المكان، وذلك في تصريحات أدلى بها لـ"إذاعة الجيش الإسرائيلي".
أوضح بن غفير: "لو كان بإمكاني فعل كل ما أريده، فسوف أثبت العلم الإسرائيلي في الموقع"، في إشارة إلى باحة المسجد الأقصى. ورداً على سؤال حول ما إذا كان يمكن أن يبني كنيساً في المكان لو استطاع، أجاب الوزير اليميني "نعم، بالتأكيد".
وهذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بن غفير عن إقامة كنيس داخل المسجد الأقصى، بعد أن دعا مرات عديدة في الأشهر الماضية إلى السماح لليهود بالصلاة في المسجد، في انتهاك لسياسة الوضع القائم في المسجد الأقصى.
تزامنت تصريحات بن غفير الجديدة مع إقدام مزيد من المستوطنين على أداء صلوات خلال اقتحاماتهم الأقصى، في حماية الشرطة الإسرائيلية التي تخضع فعلياً لصلاحياته.
ومنذ توليه منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2022 اقتحم بن غفير الأقصى مراراً، رغم انتقادات إسلامية وعربية ودولية.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تكثف إجراءاتها لتهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال إسرائيل المدينة عام 1967، ولا بضمها إليها في عام 1981.