أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الجمعة 23 أغسطس/آب 2024، اتصالين هاتفيين بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ركَّزا على جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على قطاع غزة.
جاء ذلك وفق بيانين للمتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، والديوان الأميري القطري.
وقال فهمي، في بيان عبر فيسبوك، إن اتصال بايدن مع الرئيس السيسي "أتى في إطار جهود الوساطة المكثفة التي تبذلها الدولتان لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل المحتجزين".
فهمي أضاف أنه تم خلال الاتصال "استعراض آخر تطورات جولة التفاوض التي تستضيفها القاهرة حاليا"، حيث أكد الرئيسان أهمية التزام الأطراف المعنية بتذليل العقبات وإبداء المرونة لإتمام الاتفاق".
فيما أكد السيسي أنه "التوصلُ إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار، يكتسب أهمية فائقة في هذا التوقيت الدقيق، سواء لضرورة وضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية بالقطاع، أو لإنهاء حالة التصعيد وتجنيب المنطقة ويلات توسّع نطاق الصراع، بما لذلك من تداعيات خطيرة على شعوب الإقليم كافة".
في الدوحة، قال الديوان الأميري القطري، في بيان، إن اتصال بايدن بالأمير تميم تناول "تطورات الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على القطاع".
البيان أضاف أنه تم خلال الاتصال كذلك "بحث العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية".
يأتي ذلك فيما اعتبر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض جون كيربي أن "المؤشرات الأولية" بمحادثات وقف إطلاق النار في غزة الجارية في القاهرة "بناءة"، مضيفا: "تم إحراز تقدم، ونحتاج من الجانبين للعمل على التنفيذ".
واستضافت العاصمة القطرية الدوحة في 15 و16 أغسطس/ آب الجاري، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء تقديم واشنطن مقترح اتفاق جديدا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس.
ورغم وساطة تقودها مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة منذ أشهر، وتقديم مقترح اتفاق تلو الآخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، فإنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل إضافة شروط لقبول الاتفاق، والتي حذر وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، في وقت سابق، من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتشمل هذه الشروط "السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومعبر رفح الحدودي بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم)".
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.