أصدر جيش الاحتلال، السبت 24 أغسطس/آب 2024، أوامر تهجير جديدة وسط قطاع غزة تمهيداً لعمل عسكري، فيما كشف تراجعه من مناطق شمالي مدينة حمد جنوبي القطاع، عن دمار واسع في المباني وممتلكات الفلسطينيين.
بحسب أوامر التهجير الجديدة، فإن جيش الاحتلال أمَرَ بإخلاء بلدات المصدر والمغازي ومناطق جديدة في شرقي دير البلح.
وفي 17 أغسطس/آب الجاري، طالب الجيش سكان مخيم المغازي ومناطق أخرى وسط قطاع غزة بـإخلاء منازلهم استعداداً لشن عملية عسكرية "بشكل فوري".
وعادةً ما تسبق هذه الرسائل هجمات عنيفة يشنها جيش الاحتلال أو توغلات برية في القطاع.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح؛ حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعداداً لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياماً في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، اضطر 9 من كل 10 أشخاص يقيمون في غزة إلى النزوح بسبب الهجمات الإسرائيلية.
والأربعاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن الجيش الإسرائيلي يجمع نحو 1.7 مليون نازح فلسطيني في مساحة ضيقة لا تتجاوز عشر مساحة قطاع غزة.
دمار واسع في مدينة حمد
إلى ذلك، كشف تراجع جيش الاحتلال، من مناطق شمالي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، عن دمار واسع في المباني السكنية وممتلكات الفلسطينيين.
وتركز الدمار الكبير في منطقة مدينة "حمد السكنية"، حيث دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات الشقق السكنية وسوت أبراجاً بالأرض، بحسب وكالة الأناضول.
كما أوضح شهود أن هناك عشرات المباني السكنية التي سُوِّيت بالأرض في مناطق شمالي مدينة خان يونس، بالإضافة إلى عمليات تجريف لأراضي وممتلكات المواطنين.
وذكر الشهود أن طواقم الدفاع المدني والصحية والصليب الأحمر الدولي تبحث عن مفقودين في الأماكن التي توغل إليها الجيش الإسرائيلي واستهدفها.
ولفت الشهود إلى انتشال عدد من الجثامين والأشلاء المقطعة شمالي مدينة خان يونس، حيث تم نقلها إلى مستشفى "ناصر" بالمدينة.
وخلال الأيام الماضية، توغلت الآليات الإسرائيلية في المناطق الشمالية لمدينة خان يونس، لكنها تراجعت السبت، وتتموضع الآن في المناطق الشرقية للمدينة.
وفي وقت سابق، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، انتشال طواقمه جثامين 49 فلسطينيًا قتلوا جراء قصف إسرائيلي استهدف القطاع منذ فجر السبت وخلال اليومين الماضيين.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خَلَّفَتْ أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.