حذر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، وزير التربية والتعليم المصري محمد عبد اللطيف من مخططات اختطاف التعليم العربي بما يخدم أجندات الغزو الثقافي الغربي، بالإضافة إلى خطورة الأعمال الدرامية التي تستهدف النَّيل من قيمة العلم والمُعلم.
وقال الطيب خلال استقباله عبد اللطيف الخميس 22 أغسطس/آب 2024، "إن التعليم هو أحد أهم الأعمدة لتعزيز الهوية الدينية والثقافية لدى النشء والشباب، وهو الجدار الواقي لتحصين أبنائنا من مخاطر الفكر المتطرف والغزو الثقافي الذي يستهدف تشويه منظومة القيم والأخلاق، وتطبيع الأمراض المجتمعية الخبيثة والسلوكيات التي تتنافى مع الفطرة الإنسانيَّة السليمة؛ كالشذوذ الجنسي والعلاقات الجنسية خارج إطار منظومة الزواج".
وتابع شيخ الأزهر:" لذا فإن التعليم في عالمنا العربي لا بد أن يكون ذا خصوصية وشخصية مستقلة، وأن يتناسب مع تطلعات الأمة وعلى قدر توقعاتها لخلق كوادر شبابيَّة قادرة على حمل راية القيادة في المستقبل"، بحسب وسائل إعلام مصرية.
أجندات الغزو الثقافي
وشدد على خطورة الانسياق خلف ما يُعرف بـ"الأنظمة والأساليب التعليمية الحديثة" التي تحمل أهدافاً غير معلنة لإقصاء هويتنا العربية والدينية، وضرورة التنبه لمخططات اختطاف التعليم العربي بما يخدم أجندات الغزو الثقافي.
كما أكد الطيب على "ضرورة استعادة المدرسة لدورها المرموق ورونقها المعهود، وألَّا يكون التعليم عبئاً على عاتق الأسر، وأن تتضمن المناهج التعليمية ما يضمن بناء وتخريج شباب قادر على التمسك بقيم الدين والأخلاق.
خطورة الأعمال الدرامية
بالإضافة إلى ذلك، نبه شيخ الأزهر على خطورة الأعمال الدرامية التي تستهدف النَّيل من قيمة العلم والمعلم، قائلاً: "لا بد من توفير البيئة المناسبة لاحترام المعلم وتقديره وتقديمه للطلاب والمجتمع بوصفه قدوة وأنموذجاً، وتشجيعه على البذل والعطاء، والوقوف أمام محاولات التجرؤ عليه أو الاستهزاء بدوره"، موضحاً أن ذلك لن يتم إلا من خلال مشروع مستدام يهتم بخلق قدوات قادرة على إلهام الشباب والتأثير فيهم إيجابياً.
وزاد:"أتذكر وقت أن كنت طالباً، كان لدينا إمام وأساتذة، وكانت أقصى أمانينا أن نصبح مثلهم لما وجدناه فيهم من ثقافة واحترام وحب وتواضع وإخلاص، ولا زلنا نحفظ ونتذكّر ما درّسوه لنا وستظل هذه الذكريات محفورة في ذاكرتنا".
من جانبه، قال وزير التربية والتعليم المصري محمد عبد اللطيف، إن الوزارة لديها خطة عمل متكاملة تستهدف عودة الطلاب إلى المدارس، وتقديم خدمة تعليمية حقيقية تساهم في إعداد الطلاب لوظائف المستقبل، فضلاً عن أهمية إيجاد وسائل غير تقليدية لدمج القيم والأخلاق في المناهج التعليمية حتى يسهل ترجمتها لسلوكيات فاعلة في المجتمع.
جدل حول تغيير المناهج
يأتي اللقاء تزامناً مع جدل أثارته تغييرات كبيرة أدخلها الوزير الجديد في مناهج التعليم المصرية، حيث يدرس طلاب الصف الأول الثانوي في العام الجديد ست مواد، بدلاً من عشر مواد درسها نظراؤهم في العام الماضي.
كما تم إعادة تصميم المناهج المقررة لتصبح اللغة الأجنبية الثانية مادة نجاح ورسوب خارج المجموع، ويُطبق منهج (العلوم المتكاملة) لأول مرة بدلاً من منهجي الكيمياء والفيزياء، كما سيتم إعادة تصميم مادة الجغرافيا لتُلغى من الدراسة في الصف الأول الثانوي، وتصبح مادة تخصص للشعبة الأدبية في السنة التالية.
وأضافت قرارات وزير التربية والتعليم اليوم أن عدد أيام الدراسة سيزيد يوماً ليصبح خمسة أيام تعليم أكاديمي بدلاً من أربعة، إضافة إلى يوم سادس للأنشطة.
وشملت قرارات وزير التربية والتعليم استخدام فكرة الفصل المتحرك المعمول بها في أغلب دول العالم، من خلال تحريك فصل في المرحلة ليكون في غرفة نشاط أو تربية رياضية، وهو ما سيساعد على تقليل الكثافات، مشيراً إلى أن التجربة حال تطبيقها في محافظة القليوبية على سبيل المثال، فإن بعض المدارس ستنخفض فيها كثافة الفصل من 69 طالبًا إلى 40 طالباً فقط، مؤكداً على أن هذه الحلول عملية وجاءت بعد حوار مباشر وموافقة من أطراف المنظومة التعليمية.