قررت إسرائيل زيادة حدة القتال في قطاع غزة لتحسين موقفها في المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفق إعلام عبري الأحد 18 آب/أغسطس 2024.
ونقلاً عن مصادر سياسية مطلعة لم يُسمِّها، قال موقع "واللا" الإخباري العبري (خاص) إن "الكابينت (مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية) أعطى تعليماته مؤخراً للجيش بزيادة حدة القتال في غزة لتحسين موقف إسرائيل في المفاوضات".
وتتزامن هذه الخطوة مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، حيث تتوقع القيادة الأمنية الإسرائيلية أن يمارس ضغوطاً شديدة على تل أبيب، لدفعها نحو إبرام اتفاق مع حماس، حسب الموقع.
وحتى الساعة 21:20 "ت.غ" لم تتوفر إفادة رسمية إسرائيلية في هذا الشأن.
حماس تندد
من جهتها، نددت حركة حماس، مساء الأحد، بقرار إسرائيل زيادة حدة القتال في قطاع غزة، على أمل تحسين موقفها في المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، في بيان، إن قرار إسرائيل "إمعان متجدد في نهجهم الفاشي ضد أهلنا بقطاع غزة، وإصرار على سلوكهم الوحشي في استهداف المدنيين العزّل".
وتابع أن "هذا القرار يضع العالم أجمع أمام حقيقة هذا الكيان الصهيوـ نازي المجرم والمتعطش للقتل والإرهاب".
كما يُحمل العالم "المسؤولية كاملة، عن الصمت والتخاذل في وضع حد لاستمرار حرب الإبادة الجماعية، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية الداعمة لهذا الاحتلال الفاشي"، وفق البيان.
نتنياهو يتمسك بمحور فيلادلفيا
وفي وقت أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إصراره على إبقاء سيطرة قوات الجيش على محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر
جاء ذلك وفق بيان مكتب نتنياهو، قال فيه: "حتى اليوم، يصر رئيس الوزراء على بقائنا في محور فيلادلفيا" لمنع الفلسطينيين "من إعادة التسلح"، مضيفاً : "هناك أشخاص يواظبون على نشر تسريبات تضعف القدرة على التوصل إلى صفقة".
وتابع: "لقد زعموا لعدة أشهر أن حماس لن توافق أبداً على التخلي عن إنهاء الحرب كشرط للصفقة، وعرضوا الاستسلام لمطلب الحركة".
وأضاف مكتب نتنياهو: "لقد كانوا مخطئين آنذاك، وما زالوا مخطئين اليوم، لقد تمسك رئيس الوزراء بثبات بهذا المطلب الأساسي، وهو ضروري لتحقيق أهداف الحرب"، في إشارة إلى استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا.
"معقدة للغاية"
وفي وقت سابق الأحد، قال نتنياهو إن تل أبيب تخوض مفاوضات "معقدة للغاية" لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأردف: "هناك أشياء يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، وأشياء أخرى لا يمكننا أن نكون مرنين بشأنها ونصر عليها. ونعرف جيداً كيف نفرق بين الاثنين".
وسبق أن قال موقع "والا" العبري، الأحد، إنه لا يوجد حل حتى الآن للخلاف بين إسرائيل وحركة حماس حول محور فيلادلفيا، وتصر حماس على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، بينما تصر تل أبيب على السيطرة عليه لمنع إعادة تأهيل شبكة أنفاق التهريب في سيناء".
ومساء الجمعة، أعلن الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار على غزة أن الولايات المتحدة قدمت مقترحاً جديداً لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس.
أفاد بذلك بيان مصري قطري أمريكي مشترك نشرته الخارجية المصرية، بختام اليوم الثاني والأخير لجولة محادثات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.
يأتي ذلك بينما تأمل واشنطن، التي تشيع انطباعات بمضي المحادثات في "أجواء إيجابية"، أن يسهم التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل على وقف الحرب وتبادل الأسرى، في ثني إيران و"حزب الله" عن الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بطهران في 31 يوليو/تموز الماضي، والقيادي بالحزب فؤاد شكر ببيروت في اليوم السابق.
وقدم الوسطاء لحماس بنود إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في 2 يوليو/تموز الماضي، استناداً إلى المقترح الذي عرضه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مايو/أيار الماضي، لوقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى.
وهذه البنود تحقق وقفاً شاملاً للحرب على غزة وانسحاباً كاملاً للجيش الإسرائيلي من القطاع وكسرًا للحصار وفتحًا للمعابر، وإعادة إعمار وتحقيق صفقة جادة لتبادل الأسرى. وهو ما قابلته إسرائيل بالرفض واستمرار المجازر، ووضع شروط جديدة تتعلق بالبقاء في محور فيلادلفيا.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.