قال ملك الأردن عبد الله الثاني الأحد 11 أغسطس/ آب 2024، إن بلاده "لن تكون ساحة حرب ولن تسمح بتعريض حياة شعبها للخطر"، وسط تزايد المخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وَنَقَل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك عبد الله قوله خلال استقباله وفدًا من مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي بقصر الحسينية في عمان، في اجتماع تناول "التطورات الراهنة بالمنطقة"، إن "الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر".
وبحسب البيان فقد أكد ملك الأردن على "ضرورة بذل أقصى الجهود لخفض التصعيد في المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة، تجنبًا للانزلاق نحو حرب إقليمية".
كما شدد على أن "المنطقة ستبقى عرضة لتوسع دائرة الصراع الذي يُهدد استقرارها، طالما الحرب على غزة مستمرة، ما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب من خلال التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار".
ونفت الأردن مساء الجمعة 9 أغسطس/ آب 2024، سماحها لإسرائيل باستخدام مجال المملكة الجوي للتصدي لهجوم إيراني مرتقب، ردًا على اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران الأسبوع الماضي.
وكان موقع "عربي بوست" قد نشر الجمعة، نقلًا عن 3 مصادر أمنية أردنية، أن السلطات في الأردن أبلغت "إسرائيل" بالسماح لسلاحها الجوي بالمشاركة في اعتراض الهجوم الإيراني المرتقب عبر أجواء المملكة.
وفي الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في أبريل/ نيسان الماضي، عبرت بعض الصواريخ والمسيرات فوق أجواء الأردن، فيما أسقطت الدفاعات بالمملكة بعضها لـ"انتهاكها سيادة البلاد".
تحذير من هجمات المستوطنين
إضافة إلى ذلك، حذّر ملك الأردن من "خطورة هجمات المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والانتهاكات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".
وجدد التأكيد على "ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، باعتباره السبيل الوحيد لضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأكملها".
ونبه إلى ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، لتمكينها من تأدية مهامها الإنسانية لملايين الفلسطينيين في غزة والمنطقة، ضمن تكليفها الأممي، وفق البيان ذاته.
بدورهم، عبر أعضاء الوفد عن تقديرهم للدور "المحوري" للأردن، في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ولم يُحدد البيان الأردني موعد وصول أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى المملكة، أو مدة زيارتهم لها.
كما التقى الوفد بوزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، الذي أكد أن أولى خطوات خفض التصعيد بالمنطقة "هي وقف العدوان على غزة"، وفق بيان للخارجية الأردنية، وصل الأناضول نسخة منه.
وتأتي الزيارة في وقت تترقب فيه إسرائيل ردود فعل انتقامية من إيران و"حزب الله" وحماس على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بطهران في 31 يوليو/ تموز الماضي، والقيادي البارز في الحزب فؤاد شكر، ببيروت في اليوم السابق.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.