قال وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان، الأحد 4 أغسطس/آب 2024، إن غزة على "شفا كارثة" نتيجة تفشي الأوبئة والأمراض في القطاع الذي يشهد حربًا إسرائيلية لأكثر من 300 يوم، في حين كشف الدفاع المدني بغزة عن خسارته 60% من معداته بالقطاع بسبب الحرب.
الوزير أوضح خلال مؤتمر صحفي بمقر البنك المركزي للدم في رام الله: "نحن على شفا كارثة وبائية نتيجة تفشي الأوبئة، إضافة إلى الكارثة البيئية والإنسانية نتيجة تفشي الأمراض المنقولة بالماء أو التنفس.
كما أشار إلى "تسجيل 100 ألف حالة التهاب كبد وبائي في قطاع غزة"، بعد أن كانت الحالات المسجلة 15 فقط قبل بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، موضحًا أن "التحضير بدأ لإعطاء 200 ألف جرعة من لقاح شلل الأطفال" في القطاع.
وقال أبو رمضان: "إضافة إلى تدمير ما يزيد عن 80 بالمائة من القطاع الصحي في محافظات غزة، فإن المستشفيات خرج معظمها عن الخدمة، وما يعمل منها يعمل بطاقة جزئية نتيجة الدمار وفقد الكادر الطبي المؤهل والنزوح ونقص الإمكانيات وانقطاع الكهرباء والوقود والمياه الآمنة".
الوزير الفلسطيني أكد أن "القطاع الصحي أُرهق بصورة كبيرة جدًا ولن يستطيع التعافي خلال الفترة القليلة المقبلة"، لافتًا إلى أن: "هناك تفشٍّ كبير للأمراض المنقولة بالرذاذ والأمراض الجلدية مثل الجرب والالتهابات البكتيرية".
وأضاف: "ربما أكثر ما نعاني منه احتمال تفشي وباء شلل الأطفال في قطاع غزة".
ولفت إلى أن "إحدى المؤسسات الدولية (لم يُسمّها) قامت وبدون تنسيق وإذن من وزارة الصحة الفلسطينية، بجمع عينات (لفحص وجود شلل الأطفال) من منطقة المحافظة الوسطى وتحليلها في إسرائيل".
وبما أن فلسطين أعلنت خالية من شلل الأطفال، تساءل وزير الصحة: "فمن أين جاء الفيروس؟"، متهمًا إسرائيل بأنها "المتسبب الأول والمسؤولة عن هذه الكارثة الوبائية والبيئية وعليها تحمل النتيجة".
الدفاع المدني بغزة يخسر 60% من معداته
في غضون ذلك، كشف جهاز الدفاع المدني في غزة عن أن أكثر من 60% من معداته ومركباته أصبحت خارج الخدمة بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع. وقال إن هناك تقصيرًا من منظمات الأمم المتحدة في هذا المضمار.
وبحسب بيان للجهاز قال: "أكثر من 60% من معداتنا ومركباتنا خرجت عن الخدمة بسبب عدم توفر قطع الغيار، والاستهدافات الإسرائيلية".
وأوضح "نعاني من انعدام توفر الوقود الخاص بمركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف" التي تعمل".
وتابع "هناك شكوك حول سلوك منظمات الأمم المتحدة التي ترفض تزويدنا بالوقود اللازم للقيام بمهامنا في إنقاذ الأرواح وتنفيذ الاستجابة العاجلة، مما يُعطل خدماتنا رغم عقد العديد من المشاورات واللقاءات مع المنظمات الدولية التي وعدت بالاستجابة وتوفير المطلوب، ولكن دون جدوى".
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت وزارة الصحة بغزة، ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع إلى 39 ألفًا و583 قتيلًا، و91 ألفًا و398 مصابًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي بيان أصدره المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الخميس، بمناسبة مرور 300 يوم على بدء الحرب، أشار إلى وجود "885 شهيدًا من الطواقم الطبية، وإخراج 34 مستشفى و68 مركزًا صحيًا عن الخدمة" في القطاع.
وتتواصل الحرب وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.