استُشهد 16فلسطينيًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، السبت 3 أغسطس/آب 2024، إثر قصف شنّته طائرة حربية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة مرتين، في حين أقرّ جيش الاحتلال بمهاجمة المدرسة بزعم أن حركة حماس تستخدمها مخزنًا للأسلحة.
جهاز الدفاع المدني في غزة قال عبر منصة تلغرام: "طواقمنا انتشلت عدداً من الشهداء (16) والمصابين من مدرسة حمامة في حي الشيخ رضوان، ونواجه صعوبات في انتشال آخرين بعد تجدد القصف على المكان ومحيطه".
وأفاد مصدر طبي بمستشفى "المعمداني" في مدينة غزة، للأناضول: "وصلنا عدد من الشهداء والجرحى بينهم أطفال جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة حمامة".
فيما أوضح شهود عيان للأناضول، أن القصف دمر عددًا من الصفوف الدراسية في تلك المدرسة المكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
من جانبها، قالت حركة حماس، إن "الهجوم الإجرامي الذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال الفاشي على مدرسة حمامة التي تؤوي آلاف النازحين بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة، يُعَد إصرارا من حكومة الاحتلال الإرهابية على الاستمرار في حرب الإبادة الوحشية، وتحدّي كل منظومات القيَم والقوانين الدولية، بتعمّدها استهداف المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ".
الحركة أضافت في بيان، أن "جيش الاحتلال الفاشي يواصل أكاذيبه المفضوحة التي يدعي من خلالها استخدام المواقع المدنية من مدارس ومستشفيات ومراكز نزوح وإيواء، لأغراض عسكرية، ويتخذ من هذه الأكاذيب ذريعة لاستهداف المدنيين العزل".
كما حذرت من استمرار هذه "السياسة الإجرامية التي يسعى الاحتلال من خلالها إلى قتل وإرهاب وإخضاع شعبنا ودفعه للهجرة عن أرضه، تحت وطأة المجازر والتدمير والتجويع".
الاحتلال يقر بالقصف
من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي، السبت، بمهاجمته مدرسة شمال قطاع غزة، بزعم أن حركة حماس تستخدمها "مخزنا للأسلحة"، فيما أسفر القصف عن مقتل 10 فلسطينيين بينهم أطفال وفق جهاز الدفاع المدني بغزة.
وبحسب بيان للجيش: "استهدفت القوات مجمع قيادة وسيطرة تابعًا لحماس والذي تم استخدامه لإنتاج الأسلحة، المجمع كان يستخدم سابقا مدرسة حمامة في شمال قطاع غزة".
وتابع البيان: "تمت الغارة من خلال طائرات حربية تابعة لسلاح الجو وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية، وجهاز الأمن العام وقيادة المنطقة الجنوبية"، زاعمًا أن "المدرسة استخدمت أيضًا للتخطيط لارتكاب هجمات ضد إسرائيل".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح، حيث يأمر الجيش الإسرائيلي أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
ويضطر الفلسطينيون خلال نزوحهم إلى اللجوء لمنازل أقربائهم أو معارفهم، والبعض يقيم خياما في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب، في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية، وتنتشر الأمراض.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بلغ عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مليوني شخص.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حربًا على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.