شهدت الساعات التالية لاغتيال إسماعيل هنية، حالة من التوتر العالي على مختلف الجبهات، فإلى جانب تعليق العديد من الشركات رحلاتها إلى بيروت وتل أبيب، كانت هناك اتصالات دبلوماسية مكثفة بين العديد البلدان، وسط تصاعد وتيرة التهديدات من جانب إيران وجماعتي حزب الله والحوثي.
ويترقب العالم رداً من جانب إيران بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، إضافة إلى ترقب رد فعل حزب الله على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، في وقت رفع فيه الاحتلال حالة التأهب الأمني على عدة أصعدة، فقد أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية رفع مستوى الاستعداد تحسبا لرد "حزب الله" على اغتيال هنية وشكر، كما قالت القناة 13 العبرية، إن الجيش أمر بإغلاق عشرات المصانع التي تحتوي على مواد خطيرة عند الحدود الشمالية مع لبنان.
اتصالات دبلوماسية مكثفة
هذه الحالة دفعت الولايات المتحدة للتواصل مع العديد من الدول في المنطقة، فقد أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، لنظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أهمية منع تصعيد الصراع بالشرق الأوسط، مؤكداً على "أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة".
في الوقت ذاته أجرى بلينكن أيضاً اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، وبحثا الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما ذكرته البعثة الأمريكية لدى الإمارات،
كما أجرى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إتصالاً مع نظيره الإيراني علي باقري كني، مساء الخميس، بحثا خلاله التصعيد "الخطير" بالمنطقة وحمايتها من "التبعات الكارثية" له.
وذكر بيان صادر عن الخارجية الأردنية، أن الوزيرين بحثا "التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة وسبل خفضه، وحماية المنطقة من التبعات الكارثية لهذا التصعيد الذي يشكل وقف العدوان على غزة واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الخطوة الأولى نحو خفضه".
كما بحثا "تداعيات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في طهران أمس (الأربعاء)، والذي دانه الأردن جريمة تصعيدية وخرقاً للقانون الدولي".
مزيد من الشركات تُعلق رحلاتها للمنطقة
في الوقت ذاته أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، مساء الخميس، "تعليق رحلاتها من وإلى لبنان حتى إشعار آخر".
وفي بيان، دعت الخطوط الجزائرية جميع عملائها إلى "التواصل مع وكالاتهم أو مراكز الاتصال التابعة للشركة للحصول على المزيد من المعلومات وأحدث المستجدات بشأن ذلك".
ولم توضح الشركة سبب قرارها، لكنه يأتي في سياق قرارات مماثلة اتخذتها خطوط طيران عربية ودولية أخرى، منها الكويتية، والأردنية، والفرنسية "إير فرانس"، والألمانية لوفتهانزا"، وشركة الطيران السويسرية.
ويتزامن ذلك مع توقعات بتصعيد الهجمات المتبادلة بين إيران و"حزب الله" من جانب، وإسرائيل من جانب آخر، بعد اغتيال تل أبيب القيادي البارز بالحزب فؤاد شكر مساء الثلاثاء، واتهام كل من حماس وإيران للأخيرة باغتيال هنية في طهران، الأربعاء.
ومطار رفيق الحريري هو الوحيد في لبنان، وسبق أن استُهدف خلال الحرب الأهلية التي شهدتها البلاد بين عامي 1975 و1989، وفي حروب سابقة مع إسرائيل، كان آخرها حرب يوليو/ تموز 2006.