مع ساعات الفجر الأولى لصباح الأربعاء 31 يوليو/ تموز 2024، هز انفجار العاصمة الإيرانية طهران، مستهدفاً مقر إقامة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي وصل طهران أمس، للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
مرت 4 ساعات على الانفجار، ولم يتم الإعلان عن الشخص المستهدف في الهجوم، فقد وقع الانفجار حوالي الساعة الثانية فجراً، وتم الإعلان رسمياً عن استشهاد هنية الساعة السادسة صباحاً بتوقيت السعودية.
مكان وطريقة اغتيال هنية
جاء إعلان استشهاد هنية في بيان لحركة حماس، نعت فيه قائدها، وأكدت أن الهجوم تم عبر هجوم جوي استهدف مقر إقامته في طهران، حيث كان يتواجد برفقة الوفد المرافق له في مسكن خاص للمحاربين القدامى في شمال العاصمة الإيرانية التابع للحرس الثوري الإيراني.
من جانبها أكدت إيران استشهاد إسماعيل هنية، وقالت إن "التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه سيتم إعلان النتائج قريبا".
إسرائيلياً، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة حول اغتيال هنية، لكن وزير التراث عميحاي إلياهو اليميني المتطرف: "إن موت هنية يجعل العالم أفضل قليلاً".
في الوقت نفسه رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي التعليق على اغتيال هنية، وقال لشبكة CNN الأمريكية إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية "لا ترد على تقارير وسائل الإعلام الأجنبية".
الوفد المرافق لهنية
وصل هنية إلى طهران الثلاثاء، وأظهرت لقطات فيديو استقبال الرئيس الإيراني له بحفاوه وسط حشد من الحضور الذي شهدوا مراسم تنصيب بزشكيان.
كما أظهرت الصور التي التقطت لزيارة هنية، الوفد المرافق له، حيث التقى هنية بالمرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، وكان برفقته كل من نائب قائد حركة حماس في غزة خليل الحية، وعضو المكتب السياسي لحركة حماس زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي محمد نصر
وأفادت مصادر خاصة لعربي بوست أن جميع أعضاء الوفد كانوا متواجدين في نفس المقر الذي تم استهدافه في طهران، لكن التقديرات تشير إلى أن الهدف كانت الغرفة التي يقيم بها هنية.
كما أفادت المصادر أن المكان المستهدف كان يتواجد به أيضاً الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، إضافة إلى قيادات يمنية ولبنانية محسوبة على ما يُسمى بـ"محور المقاومة".
آخر كلماته للإعلام
وكان آخر ظهور لهنية عبر الإعلام، قبل يوم من اغتياله، حيث أكد خلال زيارته لمتحف الحضارات التابع لبلدية طهران، "أن قضية القدس هي محور الصراع مع المشروع الإسرائيلي".
وعبّر هنية في كلمته عن "فخره واعتزازه بالتجول في أرض الحضارات والتنقل من بلد إلى بلد ومن دولة إلى دولة، وفي القلب منها القدس التي تعد محور الصراع مع المشروع الصهيوني".
وأكد أنّ دول وشعوب الأمة الإسلامية ترى في القدس قبلتها الأولى، مضيفًا أنّ "اليوم هناك محاولة لصناعة حضارات جديدة قائمة على القتل وسفك الدماء ونهب ثروات الشعوب وعلى احتلال أراضي الغير".
لكنه استطرد أنّ "هذه حضارات زائفة لا يمكن أن يُكتب لها البقاء (..) البقاء والخلود لهذه الحضارة المنطلقة من شريعة السماء ومن القيم الإنسانية".
صدى الاغتيال في إيران وإسرائيل
في إيران لم تكن عملية الاغتيال سهلة، فقد خرجت عدة جهات رسمية في الدولة تندد وتتوعد بالرد على هذا الهجوم.
فعلى لسان رئيسها الجديد، بزشكيان، هددت طهران بالرد على عملية الاغتيال، وقال في أول تعليق على الحادث: "إن بلاده ستدافع عن سلامة أراضيها وشرفها، وستجعل الغزاة الإرهابيين يندمون على أعمالهم الجبانة".
وأضاف أن إيران تنعى "شريكها في الأحزان والأفراح وقائد المقاومة الفلسطينية شهيد القدس إسماعيل هنية".
كما توعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، وقال: "إن دم هنية لن يذهب هباء".
على الجانب الآخر، ساد الصمت الرسمي في إسرائيل، فلم يصدر أي بيان عن الحكومة حول الحادث، باستثناء تصريح شخصي لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو وهو يميني متطرف: "إن موت هنية يجعل العالم أفضل قليلاً".
وعلى الرغم من الصمت الرسمي الإسرائيلي، إلا أن الإعلام العبري تابع عن كثب عملية اغتيال هنية، واثار أثار ردود فعل واسعة في الصحف الإسرائيلية والعبرية وسط توقعات بأن تؤدي عملية الاغتيال إلى مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط وتعقيد مفاوضات صفقة التبادل بين تل أبيب وحماس.