وجّه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، وبيني غانتس الوزير المستقيل من مجلس الحرب الإثنين 29 يوليو/تموز 2024، انتقادات حادة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء الحكومة، بسبب الأحداث التي وقعت في قاعدتي "سدي تيمان" و"بيت ليد" بعد توقيف جنود اعتدوا جنسياً على أسير فلسطيني من غزة.
وقال لابيد على منصة إكس: "اقتحام سدي تيمان إجرام حقير وخطير لأعضاء الكنيست الذين يضعفون الجيش الإسرائيلي ويفككونه، ويضعفون ويفككون دولة إسرائيل، ويقضون على أسس قوتنا من الداخل".
وفي إشارة إلى الوزراء والنواب اليمينيين، أضاف لابيد: "السياسيون الذين تخلوا عن المختطفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة)، وتركوا الأمن، ودمروا المجتمع الإسرائيلي، يدمرون الآن التسلسل القيادي ويقدسون الإجرام والجريمة".
وتابع: "البلاد في خطر وجودي إذا لم يخرج هؤلاء من السلطة ومن حياتنا".
وفي وقت سابق الاثنين، تظاهر إسرائيليون بينهم وزراء ونواب بالكنيست، تضامناً مع جنود متهمين بتعذيب أسير فلسطيني من غزة في سجن سدي تيمان جنوب إسرائيل.
وكشفت هيئة البث العبرية النقاب عن أن 10 جنود اعتدوا بالضرب المبرح على أسير من غزة، لم تذكر اسمه، وتم نقله إلى المستشفى وعليه إصابات خطيرة حتى في فتحة الشرج، ما استدعى فتح الشرطة العسكرية تحقيقاً.
وفي الأشهر الأخيرة، كثرت التقارير التي تندد بالاعتداءات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون من قطاع غزة في سجن "سدي تيمان"، وعادة تدعي السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الأمر دون نتائج ملموسة.
وصدرت بيانات عن وزراء ونواب تهاجم الشرطة العسكرية قبل اقتحام وزراء ونواب ونشطاء القاعدة للاحتجاج على التحقيق مع الجنود.
لكن متطرفين إسرائيليين اقتحموا قاعدة "بيت ليد" وسط إسرائيل، مساء الاثنين 29 يوليو/تموز 2024، احتجاجًا على اعتقال جنود متهمين بارتكاب اعتداء جنسي على أسير من غزة.
"علينا إزالة المتطرفين "
الاقتحام دفع غانتيس للتعليق، وكتب على منصة إكس: "علينا إزالة المتطرفين من عجلة قيادة السلطة واستبدال هذه الحكومة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي لا يستطيع توجيهنا بأمان".
وتابع: "أعمال العنف التي شهدناها في قاعدتي "سدي تيمان" و"بيت ليد" جنوب ووسط إسرائيل تقودنا إلى الهاوية وتعرض أمننا ووحدة مجتمعنا للخطر".
وفي وقت سابق، دعا رئيس حزب العمل الإسرائيلي اليساري يائير غولان، إلى سجن أعضاء الكنيست (البرلمان) الذين شاركوا باقتحام قاعدة "سديه تيمان" العسكرية في النقب جنوبًا، متّهمًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"تشكيل مليشيات مسلحة" داخل الجيش، مضيفا : "نتنياهو كان ولا يزال يشكل خطراً واضحاً وملموساً على مستقبل وأمن البلاد".
وفي السياق ذاته، قال غولان في حديث للإذاعة العامة الإسرائيلية: "ما رأيناه اليوم يشكل تهديداً كبيراً للديمقراطية الإسرائيلية"، وفق تعبيره، موضحاً "إنها محاولة لتحويل الجيش الإسرائيلي إلى ميليشيا مسلحة".
وتابع غولان: "المسؤولون المنتخبون (أعضاء الكنيست) الذين اقتحموا سديه تيمان يجب أن يذهبوا إلى السجن".
بدوره قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان: "يدعو رئيس الوزراء إلى تهدئة فورية في سدي تيمان، ويدين بشدة اقتحام قاعدة للجيش الإسرائيلي".
ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، اعتقل الجيش الإسرائيلي آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.
وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار التعذيب.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حرباً على غزة خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.