أثارت تصريحات قادة الاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد بالحرب في لبنان بعد الحادث الذي وقع في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل السبت 27 يوليو/تموز 2024، وأسفر عن مقتل 12 شخصًا، ردود فعل عربية ودولية، دعت فيها الدول إلى ضبط النفس والتحذير من توسيع رقعة الحرب في المنطقة.
ورغم نفي حزب الله مسؤوليته عن الحادث، فإن تل أبيب تصر على تحميل الجماعة المسؤولية وتوعدت ولبنان بـ"دفع ثمن باهظ".
مصر تحذر
وحذرت مصر، الأحد 28 يوليو/تموز 2024، من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة بلبنان قد تؤدي إلى جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، داعية إلى "ضرورة التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار بغزة في أسرع وقت".
جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية على "خلفية الأحداث الأخيرة التي شهدتها قرية "مجدل شمس" بالجولان السوري المحتل"، مؤكدة على "أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب".
وناشدت "القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، والتي قد تشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين". كما جددت مصر "التحذير من مخاطر استمرار إسرائيل في حربها ضد قطاع غزة".
وطالبت القاهرة بـ"ضرورة التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار يُنهي المعاناة الإنسانية في قطاع غزة في أسرع وقت"، وفق بيان الخارجية المصرية.
فيما حذرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان، الأحد، من حرب إقليمية شاملة يدفع بها "التصعيد الخطير" في جنوب لبنان بين "حزب الله" وإسرائيل إثر حادثة "مجدل شمس" شمال الجولان المحتل.
البيان ذكر أن "وزارة الخارجية وشؤون المغتربين حذرت اليوم (الأحد) من التصعيد الخطير في جنوب لبنان، ومن تداعيات إشعال حرب جديدة ضد لبنان في ضوء التطورات الخطيرة التي شملت سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس السورية المحتلة، ذهب ضحيته عدد كبير من أهالي البلدة في الجولان السوري المحتل".
واعتبرت أن "التصعيد في الجنوب اللبناني قد يدفع نحو توسع الحرب إلى حرب إقليمية شاملة"، مؤكدة على "أهمية دعم لبنان وأمنه واستقراره وسلامة شعبه ومؤسساته".
ودعت إلى "إطلاق تحرك دولي فاعل يفرض وقف العدوان بشكل فوري وينهي الكارثة الإنسانية لحماية الشعب الفلسطيني من المزيد من المجازر والدمار وحماية الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".
قلق بريطاني
من جهته، ندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالهجوم الصاروخي على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، معبرًا عن قلقه من أن يؤدي ذلك إلى إشعال المزيد من العنف.
وقال لامي في بيان على منصة إكس "تندد المملكة المتحدة بالهجوم على هضبة الجولان الذي أودى بحياة 12 شخصًا على الأقل على نحو مأساوي"، مضيفًا "نحن قلقون للغاية إزاء خطر المزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار. لقد أوضحنا أن حزب الله يجب أن يوقف هجماته".
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد أن واشنطن لا تريد للصراع أن يتوسع، وقال "نجري حوارًا مع إسرائيل" بهذا الشأن.
بلينكن أضاف أن "كل الدلائل تشير إلى أن الصاروخ الذي ضرب الجولان كان من حزب الله"، مؤكدًا التزام بلاده بدعم حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها ضد ما وصفها بـ"الهجمات الإرهابية".
وقال وزير الخارجية الأمريكي إن وقف إطلاق النار في غزة سيكون فرصة لتحقيق هدوء دائم على طول الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان.
فرنسا تطالب رعاياها بعدم السفر إلى لبنان
بينما جددت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، الأحد، دعوة رعاياها إلى عدم السفر إلى لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، منددة بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وأسفر عن مقتل 12 شخصًا.
كما دعت الوزارة الفرنسية جميع الأطراف إلى بذل كافة الجهود لتجنب أي تصعيد عسكري جديد، قائلة: "سنواصل العمل مع الأطراف لتحقيق هذه الغاية". وذكرت أنه لا يزال من الضروري عدم سفر المواطنين الفرنسيين إلى لبنان أو إسرائيل أو الأراضي الفلسطينية.
ومع تصاعد التهديد الإسرائيلي لحزب الله، حذر وزير الخارجية الإيراني في بيان أصدره المتحدث باسمها ناصر كنعاني يوم الأحد من تداعيات غير متوقعة لأي مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادث مجدل شمس."
وأضاف البيان أن "أي خطوة حمقاء من جانب الكيان الصهيوني يمكن أن تؤدي إلى توسيع رقعة الأزمة والحرب في المنطقة".
وتابعت الخارجية الإيرانية أن إسرائيل تسعى عبر طرح سيناريوهات وهمية إلى تشويش الرأي العام بشأن جرائمها في غزة، مشيرة إلى أن حزب الله اللبناني نفى مسؤوليته عن قصف قرية مجدل شمس في الجولان المحتل.
وكان وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب قال إن الحكومة اللبنانية طلبت من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس. وأضاف بوحبيب أن واشنطن طلبت من حكومة بلاده نقل رسالة إلى حزب الله لإبداء ضبط النفس أيضاً.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا عبر "الخط الأزرق" الفاصل الذي أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم من الجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربًا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي خلفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب على غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري في القطاع.