دعت أستراليا ونيوزيلندا وكندا الجمعة 26 يوليو/تموز 2024، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وطلبت من إسرائيل الرد على محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة التي قضت الأسبوع الماضي بعدم شرعية احتلالها للأراضي الفلسطينية والمستوطنات المقامة هناك.
وجاء في بيان مشترك لزعماء الدول الثلاث "يتعين على إسرائيل الإنصات إلى مخاوف المجتمع الدولي"، معبرين عن دعمهم لمقترح الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة في مايو/أيار الماضي.
البيان أضاف "حماية المدنيين تشكل أهمية قصوى وهي مطلب أساسي بموجب القانون الدولي الإنساني. ولا يجوز إرغام المدنيين الفلسطينيين على دفع ثمن هزيمة حماس.. لا بد أن يتوقف هذا الأمر".
وقال الزعماء أيضًا إن على إسرائيل محاسبة المستوطنين المتطرفين على أعمال العنف المتواصلة ضد الفلسطينيين والتراجع عن برنامجها الاستيطاني في الضفة الغربية والعمل من أجل حل الدولتين.
وقالت السفارة الإسرائيلية في أستراليا الخميس إنها تندد بأعمال العنف ضد المجتمعات الفلسطينية.
مطالبات بالرد على "العدل لدولية"
وفي الأسبوع الماضي، قالت محكمة العدل الدولية إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والمستوطنات المقامة هناك غير قانونيين ويتعين عليها إنهاء وجودها في تلك الأراضي في أسرع وقت ممكن، في أقوى قرار لها حتى الآن بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ودعا الزعماء في بيانهم إسرائيل إلى "الرد بشكل موضوعي" على الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.
ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسبوع الماضي رأي المحكمة ووصفته بأنه "خاطئ جوهريًا" ومنحاز، وأكدت على موقفها بأن التسوية السياسية في المنطقة لا يمكن التوصل إليها إلا من خلال المفاوضات.
استولت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وهي مناطق تابعة لفلسطين التاريخية ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم عليها، في حرب عام 1967، ومنذ ذلك الحين شيدت مستوطنات في الضفة الغربية وتوسعت فيها على نحو متزايد.
قلق من اندلاع حرب إقليمية
وعبر البيان المشترك، وهو الثاني منذ فبراير شباط، عن القلق إزاء تصاعد العنف بين إسرائيل وحزب الله، وقال إن خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا يجعل وقف إطلاق النار في غزة أكثر إلحاحا.
وجاء البيان بعد ساعات من مطالبة نائبة الرئيس الأمريكي كاملا هاريس لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه تخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين، مستخدمة لهجة أكثر شدة من بايدن.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعَّد الجيش ومستوطنون إسرائيليون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة؛ ما أدى إلى مقتل 589 فلسطينيًا وإصابة 5 آلاف و400 واعتقال 9 آلاف و800، وفق جهات فلسطينية رسمية.
وتتزامن هذه الاعتداءات مع حرب تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، على غزة ما أسفر عن أكثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.