دشن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مبادرة عالمية، الأربعاء 24 يوليو/تموز 2024، للقضاء على الجوع والفقر المدقع، على أمل أن يجعل من هذه المبادرة علامة مميزة لرئاسة البرازيل لمجموعة العشرين، وفي مسعى لاستعادة القوة الناعمة لبلاده على الساحة العالمية.
وأشاد لولا في المؤتمر الذي حضره مسؤولون أجانب، بالتحالف العالمي الناشئ ضد الجوع والفقر، ومن المفترض أن يلتقي وزراء المالية والتنمية من أكبر اقتصادات العالم هذا الأسبوع، .
لا شيء أكثر بشاعة من استمرار الجوع والفقر
وقال لولا "لا شيء أكثر عبثية وبشاعة في القرن الحادي والعشرين من استمرار الجوع والفقر، في وقت نتمتع فيه بوفرة كبيرة وموارد علمية وتكنولوجية كثيرة تحت تصرفنا".
وأضاف "لا توجد قضية أكثر إلحاحا وتحديا للإنسانية (من هذه القضية) … الجوع هو أكثر أشكال الحرمان البشري إهانة، إنه يمثل تعديا على الحياة، واعتداء على الحرية".
وستطلق البرازيل المبادرة رسميا في نوفمبر تشرين الثاني، عندما يجتمع رؤساء الدول لحضور قمة مجموعة العشرين في نفس المدينة.
وفي الممارسة العملية، مهدت الفعالية التي عُقدت الأربعاء الطريق أمام البلدان والمؤسسات للانضمام إلى الاقتراح، الذي يهدف إلى تجميع أدوات المعرفة والموارد والشراكات لمكافحة سوء التغذية.
وتقدر الحكومة البرازيلية أن الاقتراح قد يجتذب مشاركة من أكثر من 100 دولة.
البنك الدولي يدعم فكرة لولا دا سيلفا
وقبل هذا الإعلان، أكد رئيس البنك الدولي أجاي بانجا دعمه للمبادرة خلال اجتماع ثنائي مع لولا، حسبما ذكر المكتب الرئاسي.
ووافق صندوق النقد الدولي على توجيه حقوق السحب الخاصة إلى بنوك التنمية متعددة الأطراف لتعزيز قدرتها على الإقراض في مايو أيار.
وفي تكرار للاستراتيجية التي تبنتها في وقت سابق من هذا الأسبوع اجتماعات وزراء التنمية لمجموعة العشرين، أصدرت الرئاسة البرازيلية للمجموعة بيانا قالت فيه إن بعض الدبلوماسيين يريدون مناقشة الصراعات التي تؤثر على الاقتصاد العالمي مثل روسيا وأوكرانيا والحرب في غزة.
لولا دا سيلفا الرئيس الذي نشأ فقيراً
يُعد لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، المعروف أيضًا بلقب "لولا"، شخصية بارزة وذات نفوذ كبير في السياسة الأمريكية اللاتينية، حيث ولد في البرازيل عام 1945 ويُشتهر بكونه "رجل الدولة ذي اللسان الفضي" نظرًا لقدراته الخطابية المتميزة.
ينتمي لولا إلى اليسار البرازيلي، وقد شغل منصب رئيس البرازيل لفترتين متتاليتين من 2003 إلى 2011، وتميزت فترة حكمه بتبني سياسات تهدف إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وفي نشأته واجه لولا تحديات كبيرة، حيث مر بظروف عائلية صعبة، جعلته يتوقف عن الدراسة وهو في سن الثانية من المرحلة الابتدائية، واضطر للعمل من أجل إعالة أسرته وعمره 12 سنة، فاشتغل في شوارع ساو باولو متنقلا بين مسح الأحذية والدباغة والعمل في محطات البنزين وبيع الفواكه والخضراوات.
ورغم اعتراض والده على تعليم أطفاله، فقد درس لولا في المجمّع المدرسي مارسيليو، وبدأ في متابعة دورات تكوينية ضمن برنامج الخدمة المهنية الصناعية الوطنية البرازيلي سنة 1960، وتمكن من أن يصبح ميكانيكيا في شركة بارا فوسوس مارتي للمعادن.
وسرعان ما أظهر لولا مواهبه خطيبا ومفاوضا، وأثبت أنه شخصية نقابية برازيلية متميزة بلحيته الكثيفة وشعره الكث الفوضوي، مما أثار حفيظة السلطة التي زجّت به في السجون فترات قصيرة في ظل النظام العسكري.
وقاد لولا أكبر الإضرابات العمالية التي نُظمت في نهاية السبعينيات من القرن العشرين في المنطقة الصناعية بساوباولو، وهي إضرابات لم تكن مألوفة في البرازيل، التي كانت خاضعة للحكم العسكري بين 1964 و1985.